الذهب يتراجع عن ذروته التاريخية مؤقتًا وسط تشبّع شرائي، والتحيز الصعودي لا يزال قائماً بفعل مخاوف الأسواق

Apr 22, 2025 - 13:59
الذهب يتراجع عن ذروته التاريخية مؤقتًا وسط تشبّع شرائي، والتحيز الصعودي لا يزال قائماً بفعل مخاوف الأسواق

شهد سعر الذهب (XAU/USD) تراجعًا طفيفًا من قمته التاريخية الجديدة قرب 3500 دولار التي سجلها في وقت سابق من جلسة الثلاثاء، حيث فضل المستثمرون جني بعض الأرباح في ظل مؤشرات تشبع شرائي مفرط على الأطر الزمنية القصيرة. ومع ذلك، لا يزال الاتجاه الصاعد قائماً، مدعومًا ببيئة عالمية متوترة اقتصاديًا وجيوسياسيًا.

تستمر الضبابية التجارية المرتبطة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما التعريفات الجمركية المفاجئة، في تعزيز الطلب على المعدن الثمين كملاذ آمن. كما أن تصريحات ترامب ضد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وطرحه لفكرة إمكانية عزله، تثير الشكوك حول استقلالية البنك المركزي الأمريكي، مما يُضعف الدولار ويدعم أسعار الذهب.

في هذا السياق، يتزايد رهان المستثمرين على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث تُشير أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME إلى احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يونيو، مع ثلاث تخفيضات إضافية محتملة خلال عام 2025.

على الجانب الجيوسياسي، أدى استئناف الهجمات الروسية بطائرات مسيّرة وصواريخ على شرق وجنوب أوكرانيا، بعد هدنة مؤقتة خلال عيد الفصح، إلى تعزيز المخاوف الجيوسياسية، مما عزز الإقبال على الذهب رغم التراجع المؤقت.
نظرة فنية: فرصة تماسك قبل استئناف الصعود

من الناحية الفنية، يُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) اليومي قراءات فوق 70، مما يُشير إلى حالة تشبع شرائي قد تُفضي إلى حركة تصحيحية قصيرة الأجل. ومن المتوقع أن يجد الذهب دعمًا مبدئيًا في منطقة 3425–3423 دولار، تليها مستويات دعم أعمق عند 3400 و3357–3344 دولار.

في المقابل، استمرار العوامل المحفزة الأساسية—مثل ضعف الدولار، وتزايد احتمالات التيسير النقدي، وتصاعد التوترات العالمية—قد يُمهد الطريق لموجة ارتفاع جديدة على المدى المتوسط، خاصة إذا أظهرت بيانات التصنيع ومؤشرات مديري المشتريات القادمة ضعفًا إضافيًا في الاقتصاد الأمريكي.