الذهب يقترب من أعلى مستوياته التاريخية مع تراجع الدولار وتزايد المخاوف التجارية

تواصل أسعار الذهب (XAU/USD) الارتفاع بثبات مع بداية تعاملات الأسبوع، متداولة بالقرب من المستوى القياسي البالغ 3400 دولار للأونصة، وسط تصاعد المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية التي تعزز جاذبية المعدن الثمين كملاذ آمن.
وجاء هذا الصعود بدعم من ضعف الدولار الأمريكي، الذي هبط إلى أدنى مستوى له في عامين، متأثرًا بتزايد احتمالات الركود في الولايات المتحدة، في ظل تصاعد الحرب التجارية مع الصين. وقد أدت سياسات التعريفات الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى تقويض الثقة في أكبر اقتصاد عالمي، ودعمت توجهات المستثمرين نحو الذهب، الذي لا يقدم عوائد ولكن يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات التوتر.
فرضت إدارة ترامب مؤخرًا تعريفات مرتفعة وصلت إلى 145% على بعض الواردات الصينية، مع تقارير تفيد ببلوغ بعض الرسوم 245%، ما دفع الصين للرد برسوم انتقامية تصل إلى 125% على البضائع الأمريكية. هذا التصعيد أدى إلى زعزعة استقرار الأسواق وأثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي، مما زاد الطلب على الذهب.
في الوقت ذاته، تزايدت التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يستأنف سياسة خفض أسعار الفائدة بدءًا من يونيو، وسط رهان السوق على خفض بمقدار 100 نقطة أساس بنهاية العام. ورغم الخطاب المتشدد لرئيس الفيدرالي جيروم باول، لا يزال المستثمرون يتجاهلون تلك التصريحات لصالح احتمالات التيسير النقدي.
عوامل سياسية دولية تدعم صعود الذهب
إلى جانب المشهد الأمريكي، لم تُساهم التطورات الجيوسياسية الأخيرة في تقليل الإقبال على الذهب. ورغم الإعلان عن وقف إطلاق نار مؤقت من قبل روسيا في أوكرانيا، وبدء محادثات تقنية بين إيران والولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي محتمل، فإن حالة عدم اليقين لا تزال تهيمن على الأسواق، مما يُبقي الطلب على الأصول الآمنة، وفي مقدمتها الذهب، في مستويات مرتفعة.
نظرة فنية: إشارات على التشبع الشرائي رغم استمرار الاتجاه الصاعد
من الناحية الفنية، يواصل الذهب التحرك في اتجاه صعودي قوي، مدعومًا بزخم إيجابي واضح، حيث يستقر مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني اليومي فوق مستوى 70، مما يشير إلى حالة تشبع شرائي قد تؤدي إلى تصحيحات قصيرة الأجل.
في حال حدوث أي تراجع، فقد يجد الذهب دعمًا مبدئيًا عند مستوى 3350 دولار، ثم عند قاع الجلسة الآسيوية بين 3328 و3329 دولارًا. أما الكسر دون مستوى 3300 دولار، فقد يفتح الطريق نحو اختبار منطقة الدعم المحورية حول 3284 دولارًا، والتي شكلت أدنى مستوى يوم الجمعة الماضي.
ترقب البيانات الاقتصادية وخطابات الفيدرالي
لا يتضمن جدول البيانات الاقتصادية الأمريكية إصدارات مهمة اليوم، باستثناء خطاب مرتقب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان جولسبي، والذي قد يقدم م34خؤشرات إضافية حول توجهات السياسة النقدية. وتترقب الأسواق أيضًا صدور مؤشرات مديري المشتريات الأولية يوم الأربعاء، والتي قد تسلط الضوء على مسار الاقتصاد العالمي وتؤثر في معنويات المستثمرين.