ارتفاع توقعات التضخم بين المستهلكين في الولايات المتحدة وتأثيره على السياسة النقدية
تشير أحدث البيانات من جامعة ميتشجان إلى أن توقعات التضخم على المدى الطويل بين المستهلكين الأمريكيين قد ارتفعت بشكل ملحوظ للشهر الثاني على التوالي، مما يعزز القلق بشأن عدم كون هذه الزيادة مجرد حالة شاذة أو خطأ في القياس. في ظل هذا الارتفاع، صرح رئيس الاحتياطي الفيدرالي جاي باول مؤخرًا بتأكيد هذه الاتجاهات. ووفقًا للبيانات المنشورة يوم الجمعة، فقد أكدت نتائج استطلاع أبريل الثاني ما أظهرته الاستطلاعات السابقة، بما في ذلك تلك الخاصة بشهر مارس، من زيادة كبيرة في توقعات التضخم بين المستهلكين الأمريكيين، مما يعكس تزايد المخاوف من تأثير التعريفات على الأسعار.
كما أشار أولريش لوشتمان، رئيس قسم أبحاث الفوركس والسلع في كوميرزبانك، إلى أن الزيادة في توقعات التضخم على المدى الطويل بين المستهلكين تعد محورية في تحديد مستويات التضخم الفعلية. ففي حال استمرت هذه التوقعات في الارتفاع، سيكون من الصعب على الاحتياطي الفيدرالي تجاهل الصدمات التضخمية الناتجة عن التعريفات الجمركية. ارتفاع هذه التوقعات سيؤدي إلى زيادة الضغط على التضخم إذا لم يتخذ الفيدرالي خطوات جادة في التعامل معها، حيث أن تأخر التدخل سيزيد من الأضرار الاقتصادية.
من جانب آخر، في حين أن توقعات التضخم لدى المستهلكين قد شهدت ارتفاعًا كبيرًا، إلا أن توقعات السوق بشأن التضخم على المدى الطويل لم تظهر نفس التوجه. فقد شهدت تلك التوقعات انخفاضًا طفيفًا منذ بداية فوضى التعريفات، ما يشير إلى أن السوق يظل يراهن على قدرة الاحتياطي الفيدرالي على السيطرة على التضخم على المدى الطويل. ولكن، ومع الهجمات الأخيرة على الاحتياطي الفيدرالي من قبل الرئيس الأمريكي، يظل السؤال قائمًا حول مدى قدرة الفيدرالي على الحفاظ على استقرار التضخم في ظل هذا المناخ الاقتصادي المضطرب.
