استقرار الإسترليني أمام الدولار وسط ترقب الفجوة المتزايدة بين سياسات الفيدرالي وبنك إنجلترا

تحرك زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي دون اتجاه واضح في بداية تعاملات الأسبوع، ليستقر قرب مستوى 1.3490، مع تراجع طفيف بنحو 0.10%. ويأتي هذا الأداء في ظل أجواء تداول هادئة نتيجة انخفاض السيولة المرتبط بعطلات نهاية العام ورأس السنة، ما يدفع المستثمرين إلى توخي الحذر.

ورغم التوقعات بأن يتبع بنك إنجلترا نهجًا أقل تساهلًا في خفض أسعار الفائدة مقارنة بالاحتياطي الفيدرالي خلال عام 2026، فإن الجنيه الإسترليني لم يحصل على دعم قوي. ولا يزال التضخم في المملكة المتحدة أعلى من مستهدف البنك المركزي البالغ 2%، إذ تباطأ إلى 3.2% في نوفمبر بعد أن كان عند مستويات أعلى خلال الصيف، وهو ما يحد من قدرة البنك على الإسراع في سياسة التيسير.

وفي اجتماعه الأخير، قرر بنك إنجلترا خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 3.75%، وسط انقسام واضح في الأصوات داخل لجنة السياسة النقدية. وأكد محافظ البنك أندرو بايلي أن الاتجاه العام للفائدة لا يزال هابطًا، إلا أن وتيرة التخفيضات المقبلة ستكون محدودة وتعتمد بشكل أساسي على البيانات الاقتصادية. وعلى صعيد النمو، سجل الاقتصاد البريطاني توسعًا طفيفًا بنسبة 0.1% في الربع الثالث، مع توقعات بنمو شبه مستقر في نهاية العام.

في المقابل، شهد الدولار الأمريكي تعافيًا محدودًا، لكنه لا يزال تحت ضغط توقعات الأسواق بتبني الاحتياطي الفيدرالي سياسة تيسير أسرع خلال العام المقبل. وتشير تسعيرات الأسواق إلى احتمال مرتفع لخفض الفائدة الأمريكية بما لا يقل عن 50 نقطة أساس في 2026، وهي توقعات تتجاوز ما يعكسه مسار الفائدة المتوقع من جانب الفيدرالي نفسه.

وتعززت هذه التوقعات عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى فيها تفضيله لرئيس احتياطي فيدرالي يميل إلى خفض أسعار الفائدة. ومع اقتراب نهاية العام، يترقب المستثمرون صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، والذي قد يقدم إشارات إضافية حول توجهات السياسة النقدية الأمريكية خلال المرحلة المقبلة.