الاسترليني يستقر قرب 1.33 بعد تقلبات حادة بفعل بيانات بريطانية قوية وتضخم أمريكي ضعيف

تذبذب الجنيه الإسترليني حول مستوى 1.33 دولار بعد بيانات بريطانية فاقت التوقعات وتراجع التضخم الأمريكي، مما زاد رهانات الأسواق على خفض الفائدة من كلا الجانبين دون أن يغير اتجاه الزوج بشكل واضح.

Oct 24, 2025 - 18:58
الاسترليني يستقر قرب 1.33 بعد تقلبات حادة بفعل بيانات بريطانية قوية وتضخم أمريكي ضعيف

استقر زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) قرب مستوى 1.3325 خلال تعاملات الجمعة، بعد جلسة اتسمت بالتقلب نتيجة صدور بيانات اقتصادية مؤثرة من كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

في بريطانيا، جاءت البيانات الاقتصادية بأداء أقوى من المتوقع، ما عزز التفاؤل بشأن مرونة الاقتصاد رغم التشديد النقدي السابق. فقد سجلت مبيعات التجزئة نموًا بنسبة 0.5% في سبتمبر، مقارنة بتوقعات بتراجع 0.2%، كما جرى تعديل قراءة أغسطس إلى ارتفاع بنسبة 0.6%. وتشير هذه الأرقام إلى احتمال أن يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث توقعات بنك إنجلترا البالغة 0.3%، مدفوعًا بالطلب القوي، خاصة في المبيعات الإلكترونية.

كما دعمت مؤشرات مديري المشتريات من “ستاندرد آند بورز جلوبال” الصورة الإيجابية، حيث ارتفع المؤشر المركب إلى 51.1 نقطة في أكتوبر مقابل 50.1 في سبتمبر، مما يعكس عودة النشاط الاقتصادي إلى التوسع. وارتفع المؤشر الخدمي إلى 51.1، بينما صعد التصنيعي إلى 49.6 مسجلًا أعلى مستوى له خلال عام، ما يشير إلى انحسار التباطؤ في القطاع الصناعي.

ورغم المعطيات الإيجابية، بقي الجنيه الإسترليني دون زخم صعودي قوي، إذ لا تزال الأسواق تتوقع أن يقدم بنك إنجلترا على خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال العام المقبل. وتشير بيانات المقايضات إلى أن احتمالات خفض الفائدة في اجتماع نوفمبر لا تتجاوز 25%، فيما يُتوقع أن تنخفض الفائدة تدريجيًا إلى 3.5% خلال الاثني عشر شهرًا القادمة.

أما في الولايات المتحدة، فقد عززت بيانات التضخم الضعيفة الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتجه أيضًا نحو التيسير النقدي قريبًا. فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.3% على أساس شهري في سبتمبر، بينما استقر المعدل السنوي عند 3%، في حين تباطأ المؤشر الأساسي الذي يستثني الغذاء والطاقة إلى 3%.

وفي المقابل، أظهرت مؤشرات مديري المشتريات الأمريكية من “ستاندرد آند بورز جلوبال” نموًا قويًا في نشاط القطاع الخاص، حيث صعد المؤشر المركب إلى 54.8 نقطة، مما دعم انتعاش الدولار الأمريكي من خسائره السابقة. ونتيجة لذلك، ظل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يتحرك في نطاق ضيق حول 1.33 دون اتجاه واضح، مع توازن القوى بين بيانات المملكة المتحدة القوية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.