البيتكوين يتأرجح تحت الضغط: صدمة جيوسياسية تهوي بالسعر نحو حاجز الـ100 ألف دولار
تراجعت البيتكوين بشكل حاد لتقترب من مستوى 100,000 دولار، متأثرة بتصاعد التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران. ومع عمليات تصفية تتجاوز مليار دولار في سوق العملات المشفرة، تبقى المؤسسات المالية متمسكة بالعملة الرقمية رغم اضطراب السوق.

شهدت البيتكوين انخفاضًا ملحوظًا خلال الأسبوع، حيث تراجعت إلى ما دون 105,000 دولار، مواصلة سلسلة خسائر بدأت منتصف الأسبوع. يأتي هذا الانخفاض في وقت يسود فيه الحذر الأسواق العالمية نتيجة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مما أدى إلى تزايد نفور المستثمرين من المخاطر وتسجيل عمليات تصفية في أسواق العملات المشفرة تخطت 1.15 مليار دولار خلال 24 ساعة فقط، منها أكثر من 448 مليون دولار مرتبطة بالبيتكوين وحدها.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، ما دفع طهران إلى التهديد برد قوي قد يشمل مصالح أمريكية في المنطقة. هذا التوتر الإقليمي دفع واشنطن لسحب دبلوماسييها من العراق ومنح الضوء الأخضر للمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين.
رغم ذلك، لم تكن الأجواء السلبية في بدايتها، فقد بدأت العملة الرقمية الأسبوع على وقع إيجابي بعد أخبار مشجعة عن تقدم في محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين. البيتكوين سجل حينها صعودًا بأكثر من 4%، لكنها سرعان ما تراجعت بعد تصريحات الرئيس ترامب التي لوّح فيها بفرض تعريفات جمركية جديدة، ما أثار موجة قلق جديدة لدى المستثمرين.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية الأمريكية، كشفت أرقام التضخم عن تباطؤ طفيف، ما خفف بعض الضغوط بشأن رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلا أنه لم يكن كافيًا لدعم أسعار البيتكوين في الأجل القصير.
في المقابل، أبدت المؤسسات المالية اهتمامًا متزايدًا بالبيتكوين كأصل استثماري طويل الأمد. فقد أعلنت "ميركوريتي فينتك" نيتها جمع 800 مليون دولار لبناء احتياطي بيتكوين، بينما أعلنت "GameStop" عن خطط إصدار سندات بقيمة 2.25 مليار دولار، استخدمت جزءًا منها لشراء 4710 بيتكوين. إضافة إلى ذلك، سجلت صناديق البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة تدفقات صافية بلغت 1.07 مليار دولار هذا الأسبوع، في إشارة إلى تجدد ثقة المؤسسات الكبرى بالعملة الرقمية.
تحليليًا، يظهر أن البيتكوين تتداول حاليًا عند مستويات حرجة قريبة من المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يومًا حول 102,447 دولار. وإذا لم تصمد فوق هذا المستوى، فقد تتجه لاختبار الدعم النفسي القوي عند 100,000 دولار. مؤشرات الزخم مثل RSI وMACD تُظهر إشارات سلبية، ما يعزز احتمال استمرار الاتجاه الهبوطي على المدى القريب، رغم إمكانية حدوث ارتدادات محدودة نحو مستويات المقاومة القريبة عند 106,400 دولار.