التعريفات الجمركية تهدد بتفاقم نقص المعروض في الولايات المتحدة

لا يزال الرئيس الأمريكي يصر على أن الرئيس الصيني اتصل به مؤخرًا، بينما ينفي الجانب الصيني هذا الادعاء، كما ترفض وزيرة الخزانة الأمريكية تأكيده. في هذا السياق، بات من الواضح أنه يمكن الاعتماد على تصريحات المسؤولين الصينيين أكثر من الرئيس الأمريكي. بناءً على ذلك، يجب أن نفترض أن مثل هذه المحادثة لم تحدث، وهذا الفشل في سياسة التعريفات الجمركية الأمريكية أصبح ظاهرًا إلى درجة أن الرئيس الأمريكي لا يستطيع الاعتراف به، كما يوضح أولريش لوشتمان، رئيس قسم أبحاث الفوركس والسلع في كوميرزبانك.

سياسات غير منطقية تهدد استقرار الدولار كملاذ آمن

في 23 يناير، عندما هدد الرئيس الأمريكي بفرض تعريفات جمركية عالية على الواردات، كنت قد توقعت أن "البلدان التي لا تصدر إلى الولايات المتحدة ستواجه مشاكل اقتصادية كبيرة، لكن الأمريكيين سيضطرون في النهاية إلى تحمل تكلفة إضافية". اليوم، نرى أن هذا التوقع أصبح واقعًا: الرفوف في المتاجر فارغة بسبب تلك التعريفات المرتفعة على الواردات من الصين.

من المفترض أن تكون الحكومة الأمريكية، التي تضم نخبة من الخريجين من أفضل الجامعات، قادرة على تجنب الوقوع في هذا المأزق الاقتصادي. لكن الواقع يكشف عن غياب العقلانية في السياسات المتبعة، وهو ما يثير القلق حول مكانة الدولار الأمريكي وسندات الخزانة كملاذ آمن. هذا الخطر لا يقتصر على التضخم والركود الناجم عن هذه السياسات، بل يتمثل أيضًا في تكرار نفس الأخطاء دون اعتراف بالعواقب.

الصراع التجاري وتهديدات كبيرة للاقتصاد الأمريكي

فيما يتعلق بالصراع التجاري، من المحتمل أن يرى القادة الصينيون هذه المعركة على أنها نزاع بين الأنظمة الاجتماعية والاقتصادات العالمية. قد يعتقد البعض أن الموقف الصيني متشدد، لكنني أرى أنه من الخطير التقليل من قدرة الصين على تحمل المعاناة والقيام بالتضحيات في هذه المواجهة. إذا استمر الجمود بين الطرفين، فإن الاقتصاد الأمريكي قد يواجه صدمة اقتصادية خطيرة على صعيد العرض، في حين أن بقية العالم قد يستفيد من تأثيرات إيجابية لهذا الصراع.

من الواضح أن هذا الوضع سيكون ضارًا بالدولار الأمريكي. وفي رأيي، يمكن أن تكون هناك فرصة للاحتفاظ بنظرة إيجابية على الدولار فقط إذا حدث تغيير في سياسة الرئيس الأمريكي أو في موقفه.