الجنيه الإسترليني تحت الضغط مع تباطؤ نمو الاقتصاد البريطاني في الربع الثالث من 2025
الجنيه الإسترليني يتراجع بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي أظهرت نموًا أضعف من المتوقع في المملكة المتحدة، ما زاد التكهنات بخفض الفائدة في ديسمبر وأثار القلق من تباطؤ اقتصادي أوسع.
تراجع الجنيه الإسترليني خلال تعاملات الخميس بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي البريطاني للربع الثالث من 2025، والتي جاءت أضعف من توقعات الأسواق، مما زاد الضغوط على العملة وسط مخاوف من تباطؤ النمو وتزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا.
أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) أن الاقتصاد البريطاني نما بنسبة 0.1% فقط خلال الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، متراجعًا عن توقعات بلغت 0.2% وعن النمو المسجل في الربع الثاني عند 0.3%. وعلى أساس سنوي، توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.3% مقارنة بـ 1.4% المسجلة في الفترة السابقة.
أما على الصعيد الشهري، فقد انكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% في سبتمبر، مقابل توقعات بالثبات دون تغيير. كما شهد القطاع الصناعي تباطؤًا حادًا، إذ تراجع الإنتاج الصناعي بنسبة 2% والإنتاج التصنيعي بنسبة 1.7% خلال الشهر نفسه، ما عكس ضعفًا في نشاط المصانع وتراجع الطلب المحلي والخارجي.
تأتي هذه البيانات بعد تقرير سوق العمل الصادر مطلع الأسبوع، والذي كشف عن ارتفاع معدل البطالة إلى 5%، وهو الأعلى منذ فبراير 2021، مما زاد الضغوط على بنك إنجلترا للتحرك نحو تيسير السياسة النقدية. وارتفعت رهانات الأسواق على أن يقوم البنك بخفض سعر الفائدة في اجتماعه المقبل في ديسمبر، لا سيما مع ضعف مؤشرات النمو واستمرار تباطؤ الإنتاج.
سياسيًا، تواجه الحكومة البريطانية تحديات داخلية، إذ تحدثت تقارير إعلامية عن محاولات داخل حزب العمال للإطاحة برئيس الوزراء كير ستارمر قبل إعلان ميزانية الخريف المرتقبة هذا الشهر، في وقت تواجه فيه البلاد مخاطر مالية متزايدة قد تهدد الاستقرار السياسي.
في أسواق العملات، تراجع الجنيه الإسترليني إلى حدود 1.3130 مقابل الدولار الأمريكي خلال الجلسة الأوروبية، متأثرًا بضعف البيانات الاقتصادية. في المقابل، استقر مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) قرب أدنى مستوى له في عشرة أيام حول 99.30، مع ترقب المستثمرين لقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وتظهر أداة CME FedWatch أن الأسواق تسعّر احتمالًا بنسبة 67% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، وهو ما سيكون ثالث خفض على التوالي هذا العام. وأكدت سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، أن “مخاطر سوق العمل المتزايدة تبرر المزيد من التخفيف النقدي خلال عام 2025”.
على الصعيد الفني، يظل الجنيه الإسترليني تحت ضغط واضح، إذ يتداول دون المتوسط المتحرك الأسي لمدة 200 يوم عند 1.3261، ما يشير إلى استمرار الاتجاه الهابط. كما يبقى مؤشر القوة النسبية (RSI) دون مستوى 40، مما يعكس ضعف الزخم الشرائي. ويُتوقع أن يجد الزوج دعمًا عند مستوى 1.2700، بينما يمثل مستوى 1.3370 مقاومة رئيسية أمام أي محاولة تعافٍ.
