الجنيه الإسترليني يتراجع أمام الدولار وسط إغلاق الحكومة الأمريكية وتصريحات حذرة من مسؤولي الفيدرالي

تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات الثلاثاء، حيث فشل زوج استرليني/دولار (GBP/USD) في اختراق المتوسط المتحرك لـ50 يومًا عند 1.3464، ليتداول دون مستوى 1.3450 مع تصاعد الطلب على الدولار كملاذ آمن، مدعومًا باستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية.

في الوقت ذاته، أثارت تصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي موجة حذر في الأسواق. فقد حذرت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، من احتمالية تشكّل فقاعة في سوق الأسهم مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى مخاطرها على الاستقرار المالي. كما أشار رافائيل بوستيك من فرع أتلانتا إلى أن حالة الاضطراب الحالية تجعل الشركات والأسر أكثر تحفظًا في قراراتها.

من جانبه، أوضح محافظ الفيدرالي ستيفن ميران أن النمو الاقتصادي تباطأ في النصف الأول من عام 2025، متوقعًا أن يكون المعدل المحايد للفائدة قريبًا من 0.5%، مؤكدًا ضرورة أن تتسم السياسة النقدية بنهج استباقي. وأظهر مسح بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ارتفاع توقعات التضخم لعام واحد من 3.1% إلى 3.2%، بينما بقيت التوقعات لثلاث وخمس سنوات مستقرة عند 3% و2.9%.

على الجانب البريطاني، ينتظر المستثمرون تصريحات كبار مسؤولي بنك إنجلترا، وعلى رأسهم هيو بيل يوم الأربعاء وكاثرين مان يوم الخميس، للحصول على إشارات حول توجهات السياسة النقدية.

تظهر التباينات الواضحة بين الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا في السياسة النقدية تأثيرًا مباشرًا على تحركات الجنيه الإسترليني. إذ ترجّح الأسواق خفض الفيدرالي للفائدة في اجتماع أكتوبر بنسبة احتمالات تصل إلى 94%، في حين يتوقع أن يبقي بنك إنجلترا على معدلاته دون تغيير.

من الناحية الفنية، لا يزال الزوج يتحرك في نطاق محايد يميل إلى الهبوط، لكنه يحتفظ بتداولاته فوق المتوسط المتحرك لـ200 يوم. وقد يؤدي الإغلاق اليومي فوق 1.3500 إلى فتح المجال أمام اختبار مستوى 1.3527، وربما 1.3600 لاحقًا، بينما قد يؤدي الهبوط دون 1.3450 إلى تفعيل تصحيح أعمق نحو 1.3400، ثم 1.3323 وهو أدنى مستوى تأرجح في 25 سبتمبر.