الجنيه الإسترليني يتراجع أمام الدولار وسط بيانات توظيف أمريكية قوية وترقب لخفض الفائدة البريطانية

تخلى الجنيه الإسترليني عن معظم مكاسبه التي سجلها في وقت سابق مقابل الدولار الأمريكي، بعد صدور تقرير التوظيف الأمريكي لشهر أبريل، والذي جاء أفضل من التوقعات، مما أعاد الزخم لصالح العملة الأمريكية. ففي تداولات الجمعة، تراجع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار (GBP/USD) من أعلى مستوى يومي بلغ 1.3320، متأثرًا بارتفاع مؤشر الدولار (DXY) عقب صدور بيانات التوظيف التي أظهرت إضافة 177 ألف وظيفة جديدة، متجاوزة التقديرات البالغة 130 ألفًا، رغم أنها لا تزال أقل من أرقام مارس المعدلة.

بقي معدل البطالة مستقرًا عند 4.2%، بينما تباطأ نمو الأجور السنوي إلى 3.8% مقارنة بـ3.9% المتوقعة، في حين زاد نمو الأجور الشهري بنسبة 0.2% فقط. هذا التوازن في البيانات يُبقي توقعات السياسة النقدية الفيدرالية على حالة من الثبات، حيث تُشير أغلب التقديرات إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة على حالها خلال اجتماعه في 7 مايو.

من جهة أخرى، تشير التوقعات بقوة إلى أن بنك إنجلترا سيتجه نحو خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، نتيجة ضعف بيانات التضخم المحلي، وتباطؤ التوظيف، والضبابية الاقتصادية الناجمة عن تصاعد التوترات التجارية العالمية.

وفي حين انعكس التفاؤل بشأن تهدئة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين بشكل إيجابي على شهية المخاطرة، إلا أن الجنيه الإسترليني لم يتمكن من الاستفادة الكاملة من هذه الأجواء، وظل تحت الضغط بسبب التوقعات المتزايدة لتيسير السياسة النقدية البريطانية.

فنيًا، يحاول الجنيه الحفاظ على دعمه عند المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا بعد ارتداده من أدنى مستوى أسبوعي عند 1.3260. ولا يزال الاتجاه العام صاعدًا، بدعم من مؤشرات التحليل الفني التي تشير إلى احتمالية استئناف الصعود إذا تمكن مؤشر القوة النسبية (RSI) من اختراق مستوى 60.