الجنيه الإسترليني يتراجع أمام الدولار وسط تهديدات ترامب بالرسوم ومخاوف بشأن عجز المالية البريطانية
انخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار مع تجدد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين وتزايد القلق في بريطانيا من خطط رفع الضرائب لمعالجة العجز المالي.

شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) تراجعًا يوم الاثنين إلى نحو 1.3330، منخفضًا بنسبة 0.25% خلال اليوم، مع استمرار قوة الدولار الأمريكي وضغط النفور العام من المخاطرة في الأسواق العالمية.
تأثرت المعنويات بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن نهاية الأسبوع الماضي عن نية فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من الأول من نوفمبر، ردًا على قيود بكين الأخيرة على صادرات المعادن النادرة والمعدات الحساسة. وعلى الرغم من أن الصين لم ترد بإجراءات مماثلة حتى الآن، فإن موقفها الدفاعي أضاف مزيدًا من التوتر إلى العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم.
أشار جان هاتزيوس، كبير الاقتصاديين في بنك غولدمان ساكس، إلى أن التطورات الأخيرة في السياسة التجارية الأمريكية تُبقي المجال مفتوحًا أمام مجموعة واسعة من السيناريوهات، بدءًا من تسويات محدودة وحتى تصعيد مؤقت في القيود والتعريفات الجمركية. هذه الضبابية دفعت المستثمرين إلى تجنب الأصول عالية المخاطر، مما دعم الطلب على الدولار كملاذ آمن وأضعف أداء الجنيه الإسترليني.
محليًا، لا تزال الأوضاع الاقتصادية في المملكة المتحدة تفرض ضغوطًا إضافية على العملة البريطانية، إذ تتوقع الأسواق أن تعلن وزيرة الخزانة راشيل ريفز عن زيادات جديدة في الضرائب ضمن بيان الخريف القادم في محاولة لتقليص العجز المالي المتفاقم. هذه التوقعات قد تؤثر سلبًا على ثقة المستهلكين وتحد من النمو الاقتصادي في الأشهر المقبلة.
ينتظر المستثمرون خطاب كاثرين مان، عضو لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، في وقت لاحق من مساء الاثنين، والذي قد يقدم إشارات حول توجه البنك المركزي في ظل هذه الضغوط. كما تترقب الأسواق صدور بيانات التوظيف البريطانية يوم الثلاثاء، التي قد تكون حاسمة في تحديد المسار المقبل لسياسة الفائدة.
ومن المرجح أن تبقى التداولات محدودة في بداية الأسبوع مع إغلاق الأسواق الأمريكية بسبب عطلة يوم كولومبوس، بينما يراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات جديدة في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وتأثيرها على شهية المخاطرة العالمية.