الجنيه الإسترليني يتراجع وسط مخاوف سوق العمل وتزايد الضغوط التضخمية في بريطانيا
تراجع الجنيه الإسترليني أمام العملات الرئيسية بعد بيانات أظهرت ارتفاع البطالة وتباطؤ نمو الأجور في المملكة المتحدة، ما يزيد التحديات أمام بنك إنجلترا في موازنة خفض الفائدة مع تسارع التضخم.

انخفض الجنيه الإسترليني يوم الجمعة أمام معظم العملات، باستثناء العملات الآمنة، وسط قلق متزايد بشأن وضع سوق العمل البريطاني. وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية ارتفاع معدل البطالة وفقًا لمعايير منظمة العمل الدولية إلى 4.7% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في مايو، وهو أعلى مستوى منذ منتصف عام 2021، في حين استمرت الزيادة منذ أبريل عقب تطبيق ارتفاع مساهمات أصحاب العمل في برامج الضمان الاجتماعي التي أقرتها الحكومة.
ورغم هذا الارتفاع، أشار تقرير التوظيف إلى أن عمليات التسريح جاءت أقل من المتوقع، حيث تم تعديل عدد المسرحين إلى 25 ألفًا مقارنة بـ109 آلاف في التقديرات السابقة، مما يشير إلى أن السوق لا يزال متماسكًا نسبيًا. أما متوسط نمو الأجور فجاء متوافقًا تقريبًا مع التوقعات، لكنه لم يبدُ كافيًا لتعويض أثر زيادة تكاليف الضمان الاجتماعي، ما دفع الشركات لإعادة النظر في سياسات الموارد البشرية.
هذه المؤشرات تثير تساؤلات بشأن قدرة بنك إنجلترا على خفض أسعار الفائدة لدعم النمو، في وقت تتزايد فيه الضغوط التضخمية بشكل ملحوظ. فقد أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو تسارع وتيرة ارتفاع الأسعار بشكل يفوق التقديرات، ما يضع البنك في موقف صعب بين دعم الاقتصاد وكبح التضخم.