الجنيه الإسترليني يحافظ على استقراره بعد نمو متواضع للناتج المحلي الإجمالي البريطاني بنسبة 0.1%
استقر الجنيه الإسترليني اليوم بعد صدور بيانات أظهرت نموًا طفيفًا للاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% في أغسطس، مدعومًا بتحسن الإنتاج الصناعي، فيما تزداد توقعات السوق باتجاه بنك إنجلترا نحو مزيد من خفض أسعار الفائدة وسط ضعف سوق العمل وضغوط الأسعار.

ظل الجنيه الإسترليني متماسكًا أمام معظم العملات الرئيسية يوم الخميس، بعد صدور بيانات النمو الاقتصادي والإنتاج الصناعي في المملكة المتحدة لشهر أغسطس/آب.
أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية بأن الناتج المحلي الإجمالي سجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1%، وهو ما يتماشى مع التوقعات ويعكس وتيرة التعافي المحدودة بعد انكماش مماثل في يوليو/تموز.
في التفاصيل، قفز الإنتاج الصناعي بنسبة 0.4% على أساس شهري متجاوزًا التقديرات البالغة 0.2%، بعد أن كان قد تراجع بنفس النسبة في الشهر السابق. أما على أساس سنوي، فقد انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.7%، في حين حقق الإنتاج التصنيعي نموًا أقوى بنسبة 0.7% مقارنة بانخفاض 1.1% في يوليو.
يشير هذا التحسن النسبي في أداء المصانع إلى بعض الانتعاش في القطاع الصناعي، ما قد يمنح الحكومة البريطانية مساحة محدودة لالتقاط الأنفاس قبل إعلان ميزانية الخريف الشهر المقبل. ومع ذلك، يُتوقع أن تكون هذه الراحة مؤقتة، في ظل التوجه نحو رفع الضرائب لتمويل الإنفاق العام المتزايد.
على صعيد السياسة النقدية، تزايدت التوقعات بأن بنك إنجلترا سيواصل دورة التيسير النقدي عبر مزيد من خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام، خاصة مع تباطؤ سوق العمل وبلوغ التضخم ذروته حول 4%، بحسب تصريحات البنك في اجتماعه الأخير. فقد ارتفع معدل البطالة في منظمة العمل الدولية إلى 4.8% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس، مقارنة بـ4.7% في القراءة السابقة.
في الوقت ذاته، تلقى الجنيه دعمًا محدودًا من ضعف الدولار الأمريكي، حيث يتداول زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي بالقرب من 1.3420، مستفيدًا من التراجع العام في مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته الأسبوعية عند 98.40. يأتي هذا التراجع في ظل تصاعد توقعات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إضافة إلى التوترات التجارية المتزايدة بين واشنطن وبكين.
كما دعمت تصريحات حاكمة الاحتياطي الفيدرالي ميشيل باومان هذا الاتجاه، إذ أشارت إلى إمكانية تنفيذ خفضين إضافيين للفائدة قبل نهاية العام، في محاولة لاحتواء ضعف سوق العمل.
من الناحية الفنية، يواجه الجنيه الإسترليني مقاومة قوية بالقرب من المتوسط المتحرك الأسي لمدة 20 يومًا عند 1.3419، فيما يظل مستوى 1.3140 دعمًا رئيسيًا في حال تجدد الضغوط البيعية، بينما يمثل المستوى النفسي 1.3500 الحاجز الأبرز أمام أي موجة صعود جديدة.