واصل الجنيه الإسترليني مكاسبه أمام الدولار الأمريكي يوم الخميس، ليسجل مستوى مرتفعًا جديدًا هو الأعلى منذ قرابة أربع سنوات، حيث تجاوز سعر صرف زوج GBP/USD حاجز 1.3600 خلال تداولات اليوم. هذا الأداء اللافت جاء في ظل تراجع شهية المستثمرين للدولار، الأمر الذي عزز الطلب على العملات الأخرى، وعلى رأسها الإسترليني.
ورغم هذا الارتفاع، فإن الزخم لا يزال هشًا، حيث تسيطر حالة من الحذر على الأسواق قبيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية (NFP) يوم الجمعة، والتي تمثل عاملًا رئيسيًا في توجيه توقعات السياسة النقدية الأمريكية. وتشير البيانات الأولية من ADP إلى انخفاض في وتيرة التوظيف خلال مايو، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن الاقتصاد الأمريكي، حيث يُتوقع أن يظهر التقرير الرسمي زيادة بمقدار 130 ألف وظيفة، انخفاضًا من 177 ألفًا في أبريل.
في الخلفية، تتصاعد التوترات السياسية في الولايات المتحدة، حيث دخل الرئيس السابق دونالد ترامب في سجال علني مع إيلون ماسك، الذي شغل منصبًا حكوميًا رفيعًا في إدارته السابقة. ماسك انتقد بشدة مشروع الميزانية الجديد لترامب، معتبرًا أنه يفتقر للشفافية بشأن تخفيضات الإنفاق الفيدرالي، ما أشعل تبادلًا حادًا للانتقادات بين الطرفين عبر وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية.
بموازاة ذلك، تستعد إدارة ترامب لخوض جولة جديدة من المحادثات التجارية مع الصين، بعد مكالمة هاتفية وصفها ترامب بـ"البنّاءة" مع نظيره الصيني شي جين بينغ. ورغم التفاؤل الحذر بشأن مستقبل المفاوضات، فإن سجل التعاملات السابقة مع المسؤولين الصينيين لا يعكس قدرة فريق ترامب على الحفاظ على وتيرة تفاوضية مستقرة، خاصة مع تبادل الطرفين الاتهامات حول خروقات تجارية سابقة.
وبالعودة إلى السوق، فإن الأداء القوي للجنيه الإسترليني وضع زوج GBP/USD في اتجاه صاعد واضح، حيث يتجه لتسجيل مكاسب شهرية للمرة الخامسة على التوالي، مرتفعًا بأكثر من 12.5% منذ بداية العام حين كان يتداول قرب 1.2100، ما يعكس ثقة متزايدة في الاقتصاد البريطاني مقارنة بنظيره الأمريكي في الفترة الراهنة.
