الجنيه الإسترليني يقفز أمام الدولار بدعم من بيانات نمو قوية في بريطانيا وتراجع مفاجئ في التضخم الأمريكي
ارتفع الجنيه الإسترليني أمام الدولار متجاوزًا 1.3310 مدعومًا بنمو اقتصادي فاق التوقعات في المملكة المتحدة وتراجع غير متوقع في التضخم الأمريكي. البيانات عززت الرهانات على خفض الفائدة الأمريكية، بينما خفّضت توقعات التيسير في بريطانيا.

سجّل الجنيه الإسترليني مكاسب ملحوظة أمام الدولار الأمريكي خلال التداولات الآسيوية ليوم الجمعة، حيث لامس زوج استرليني/دولار مستوى 1.3310، بدعم من تراجع العملة الأمريكية وتفاؤل الأسواق بالأداء الاقتصادي البريطاني. ويأتي هذا الارتفاع في وقت يتراجع فيه الدولار نتيجة بيانات أمريكية ضعيفة، أبرزها الانخفاض غير المتوقع في مؤشر أسعار المنتجين لشهر أبريل، مما يعزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه لتخفيض الفائدة في وقت لاحق هذا العام.
وقد أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل أن مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 2.4% على أساس سنوي في أبريل، منخفضًا من 2.7% في مارس، وأقل من توقعات السوق التي كانت تشير إلى 2.5%. في الوقت ذاته، ظلت مطالبات إعانة البطالة الأولية مستقرة عند 229 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 10 مايو، وهي نفس القراءة المعدلة للأسبوع السابق ووفقًا للتوقعات.
في ظل هذه الأرقام، قام المستثمرون بتسعير أول خفض للفائدة الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع سبتمبر، مع ترجيح خفضين إضافيين قبل نهاية العام. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن الفيدرالي قد يؤجل قرارات التيسير النقدي حتى ديسمبر في ظل حالة الترقب.
في المقابل، أظهرت المملكة المتحدة إشارات واضحة على تحسن اقتصادي، حيث كشفت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول من 2025 عن نمو بنسبة 0.7%، متجاوزة التوقعات التي بلغت 0.6%. هذا الأداء القوي عزز من مكانة الجنيه الإسترليني، إذ بات من المستبعد أن يتجه بنك إنجلترا نحو تخفيف سريع أو واسع للسياسة النقدية، ما يضيف مزيدًا من الدعم للعملة البريطانية مقابل الدولار.
ويتوجه اهتمام المتداولين لاحقًا نحو بيانات جامعة ميشيغان حول ثقة المستهلك، إلى جانب أرقام تصاريح البناء وبدايات الإسكان في الولايات المتحدة، والتي قد تؤثر على توجهات الأسواق خلال الفترة القادمة.