الجنيه الإسترليني يواصل الصعود بدعم من الميزانية الجديدة رغم توقعات الفائدة السلبية
يمدد الجنيه الإسترليني مكاسبه مستفيدًا من إجراءات الميزانية البريطانية وتحديثات نمو الاقتصاد، رغم بقاء توقعات خفض الفائدة من بنك إنجلترا ضاغطة على العملة.
شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا جديدًا في تعاملات الأربعاء، بعدما واصل الاستفادة من الأثر الإيجابي لتخفيف ميزانية المملكة المتحدة التي أُعلنت الأسبوع الماضي. وجاء هذا الصعود رغم تمسك الأسواق بتوقعات قوية تُرجّح اتجاه بنك إنجلترا نحو تبني سياسة أكثر تيسيرًا في اجتماعه المقبل.
وأعلنت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز عن تعديلات مالية تهدف إلى تقليص العجز، من خلال زيادات ضريبية تُقدّر بنحو 26 مليار جنيه سنويًا، مع تخصيص احتياطي لمواجهة أي ظروف اقتصادية طارئة. وأدى ذلك، إلى جانب المراجعة التصاعدية لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025، إلى تعزيز ثقة المستثمرين. فقد رفع مكتب مسؤولية الميزانية توقعات النمو إلى 1.5% بدلًا من 1%.
في المقابل، حذر بنك إنجلترا في تقريره نصف السنوي للاستقرار المالي من تزايد المخاطر في النظام المالي البريطاني، مشيرًا إلى المبالغة في تقييم شركات الذكاء الاصطناعي، والاقتراض العالي، وزيادة المراهنات في سوق السندات الحكومية. وأكد المحافظ أندرو بايلي أهمية التركيز على الاستقرار المالي في الفترة المقبلة.
ورغم هذا الحذر، واصل الجنيه الإسترليني صعوده، مسجلًا مكاسب أمام معظم العملات الرئيسية، مع توقعات بأن البنك المركزي قد يتجه قريبًا لخفض أسعار الفائدة، مدفوعًا بضعف سوق العمل وتراجع الضغوط التضخمية. فقد ارتفع معدل البطالة إلى 5%، وهو أعلى مستوى خلال أربع سنوات، بينما أظهر مؤشر أسعار المستهلك تباطؤًا واضحًا في نمو الأسعار.
وفي سياق آخر، تلقّى زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار دعمًا إضافيًا من تراجع العملة الأمريكية، وسط تكهنات بأن المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت قد يكون المرشح الأبرز لخلافة جيروم باول في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي. ويرى المتابعون أن تعيينه قد يميل بالسياسة النقدية نحو المزيد من خفض الفائدة، ما يجعل الدولار أكثر ضعفًا.
وتتركز أنظار المستثمرين لاحقًا على بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة عن ADP، ومؤشر مديري المشتريات الخدمي، والتي يُنتظر أن تؤثر بشكل كبير على تقييم الأسواق لمسار السياسة النقدية للفيدرالي، خاصة مع تأجيل صدور بيانات الوظائف الرسمية إلى منتصف الشهر بسبب الإغلاق الحكومي.
وعلى صعيد التحليل الفني، يتحرك زوج GBP/USD بالقرب من مستوى 1.3250 مع حفاظه على تداولات أعلى من المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، ما يعكس اتجاهًا صاعدًا على المدى القريب. وتظهر مؤشرات القوة النسبية تحسنًا في الزخم، بينما يشكل مستوى 1.3000 دعمًا رئيسيًا، في حين يبقى الهدف المحتمل التالي عند قمة 28 أكتوبر قرب 1.3370.