الدولار الأسترالي يقفز لأعلى مستوياته مدعومًا بتسارع التضخم وتزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية
يرتفع الدولار الأسترالي بقوة مع مفاجأة التضخم الصعودية وتعاظم توقعات خفض الفائدة الأمريكية، ما يدفع زوج AUD/USD لمواصلة مكاسبه وسط تحولات كبيرة في توقعات السياسة النقدية.
شهد زوج الدولار الأسترالي/الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا للجلسة الرابعة على التوالي، مدفوعًا بقراءة تضخم أسترالية قوية تجاوزت توقعات الأسواق، ليتم تداوله قرب مستوى 0.6500 خلال تعاملات الأربعاء. وأفاد مكتب الإحصاءات الأسترالي بأن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 3.8% على أساس سنوي في أكتوبر، وهو أعلى من تقديرات المحللين والقراءة السابقة، ما يشير إلى استمرار الضغوط السعرية على الاقتصاد.
يعزز هذا الارتفاع في التضخم موقف بنك الاحتياطي الأسترالي المتحفظ، إذ تؤكد أحدث التصريحات الرسمية أن سوق العمل ما زال متماسكًا رغم بعض التراجع، مما يقلل الحاجة إلى اتخاذ خطوات تيسيرية عاجلة. كما أوضحت محاضر الاجتماع الأخير أن الإبقاء على سعر الفائدة عند 3.6% سيظل مرجحًا طالما بقي التضخم فوق النطاق المستهدف، في ظل تحذيرات من أن البيانات الشهرية قد تكون متقلبة ولا تكفي لاتخاذ قرارات سريعة.
على الجانب الآخر، يواصل الدولار الأمريكي فقدان زخمه مع تزايد المؤشرات على تباطؤ الاقتصاد. ويستقر مؤشر الدولار بالقرب من 99.80 بعد تراجع طفيف، وسط توقعات قوية بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في ديسمبر. وتُظهر بيانات مجموعة CME أن الأسواق تسعّر احتمال الخفض بنسبة تتجاوز 84%، مدعومة بتراجع التضخم الأساسي وتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي وضعف ثقة المستهلك.
وتعزز هذه الظروف تصريحات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، الذين لمحوا إلى أن ضعف سوق العمل وتراجع الضغوط التضخمية قد يبرران خفضًا قريبًا في الفائدة. وأكد بعضهم دعمهم لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في حال ثبتت الحاجة إليه خلال اجتماع ديسمبر.
في ظل هذه التطورات المتباينة بين الاقتصادين، يحافظ الدولار الأسترالي على تفوقه على نظيره الأمريكي، مع توقعات باستمرار التأثير الكبير لعوامل السياسة النقدية وصدور بيانات أمريكية جديدة خلال الأيام المقبلة في تحديد اتجاه زوج AUD/USD.