الدولار الأسترالي ينتعش مع تحذيرات بنك الاحتياطي من تضخم قوي وتزايد ضغوط التيسير على الدولار الأمريكي
يتقدم الدولار الأسترالي أمام نظيره الأمريكي بعد تصريحات حذرة من الاحتياطي الأسترالي حول استمرار مخاطر التضخم، بينما يرزح الدولار الأمريكي تحت ضغط توقعات خفض الفائدة من الفيدرالي.
ارتفع زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي يوم الأربعاء، مستفيدًا من اللهجة المتشددة لبنك الاحتياطي الأسترالي بشأن التضخم، في وقت يتعرض فيه الدولار الأمريكي لضغوط متزايدة مع تصاعد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
تداول الزوج حول مستوى 0.6510 مرتفعًا بنحو 0.40% خلال اليوم، بعد أن دعمت تصريحات سارة هانتر، نائبة محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي، العملة المحلية. وأوضحت هانتر خلال مؤتمر استثماري في سيدني أن مخاطر التضخم ما زالت تميل نحو الارتفاع، مشيرة إلى أن بيانات الربع الثالث قد تظهر تضخمًا أقوى من المتوقع وسوق عمل أكثر صلابة مما تشير إليه التقديرات السابقة.
أعادت هذه التصريحات ترسيخ القناعة بأن البنك المركزي الأسترالي لن يتسرع في بدء دورة خفض الفائدة، إذ ينتظر المستثمرون صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك للربع الثالث في وقت لاحق من أكتوبر للحصول على مؤشرات أدق حول مسار السياسة النقدية.
في المقابل، تترقب الأسواق بيانات التوظيف الأسترالية لشهر سبتمبر، والمتوقع أن تُظهر إضافة 17 ألف وظيفة وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%. وترى مؤسسة ING أن هذه الأرقام لن تدق ناقوس الخطر ما لم يظهر تراجع حاد في ظروف سوق العمل.
على الصعيد الخارجي، تبقى التوترات التجارية بين واشنطن وبكين مصدر قلق للدولار الأسترالي، نظرًا لاعتماد أستراليا الكبير على الطلب الصيني. ومع ذلك، فإن تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية ساعد العملة الأسترالية على الاحتفاظ بمكاسبها الأخيرة.
أما الدولار الأمريكي، فيواصل التراجع مع ترسخ رهانات خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ووفقًا لأداة CME FedWatch، تتوقع الأسواق خفضين بمقدار إجمالي 50 نقطة أساس قبل نهاية العام، ليصل النطاق المستهدف إلى 3.50%–3.75%.
وأكد رئيس الفيدرالي جيروم باول أن تدهور سوق العمل بات يشكل مصدر قلق أكبر من التضخم، في إشارة إلى أن مزيدًا من التيسير النقدي قد يُعلن في اجتماع أكتوبر. كما دعمت ميشيل بومان، عضو مجلس المحافظين، هذا التوجه بقولها إنها تتوقع خفضين آخرين قبل نهاية 2025.
تتفاعل هذه التطورات مجتمعة لصالح الدولار الأسترالي، إذ تمنح تصريحاته المتشددة دفعة قوية للعملة، بينما يواجه الدولار الأمريكي ضغوطًا مستمرة من سياسة نقدية أمريكية تميل للتيسير وتزايد مخاوف الأسواق من تباطؤ اقتصادي أعمق.