الدولار الأمريكي تحت الضغط بعد خفض التصنيف الائتماني.. الأسواق تترقب تحركات الفيدرالي
يتعرض الدولار الأمريكي لضغوط بيعية قوية عقب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل موديز، ما تسبب في تراجع مؤشر الدولار واقترابه من مستوى 100.00، في وقت تترقب فيه الأسواق تصريحات مسؤولي الفيدرالي بشأن مستقبل السياسة النقدية. تزايد عوائد السندات وقلق المستثمرين يعيدان النقاش حول استقرار الدولار كملاذ آمن.

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا في تعاملات الاثنين، بعدما أحدث قرار وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة من "AAA" إلى "AA1" صدمة في الأسواق، ما دفع مؤشر الدولار (DXY) للتداول في نطاق دفاعي بالقرب من مستوى 100.40.
هذا التخفيض، الذي بررته الوكالة بتدهور مؤشرات الاستدامة المالية الأمريكية رغم ما تتمتع به من قوة اقتصادية، جاء ليفاقم الضغوط على العملة الأمريكية. في الوقت ذاته، تزايدت العوائد على سندات الخزانة الأمريكية، حيث سجلت عوائد السندات لأجل عشر سنوات ارتفاعًا كبيرًا إلى حوالي 4.51%، مقارنة بـ 4.3% يوم الجمعة، ما يعكس تصاعد المخاوف لدى المستثمرين وطلبهم لعلاوات مخاطرة أعلى.
في ظل هذا المناخ، ينتظر المستثمرون ما سيقوله عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين يشاركون في مؤتمرات وندوات متزامنة في الولايات المتحدة. وقد صرح رافائيل بوسيتش، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، بأن خفض التصنيف قد يُحدث موجات تأثير على الاقتصاد ويتطلب مراقبة دقيقة خلال الأشهر القادمة، خاصة مع استمرار تداعيات الرسوم الجمركية على سلوك المستهلكين.
فيما تتراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة قريبًا، تُظهر أداة CME FedWatch أن فرص حدوث خفض في اجتماع يونيو لا تتعدى 8.3%، بينما ترتفع الاحتمالات بشكل طفيف في اجتماع يوليو إلى 36.8%. ورغم الآمال التي تلوح بين الحين والآخر بحدوث تقدم في الملفين التجاري والأوكراني، إلا أن الأسواق تبقى حذرة في تعاملها مع الدولار، لا سيما في ظل غياب بيانات اقتصادية داعمة.
من الناحية الفنية، فإن مؤشر الدولار DXY يواجه تحديًا كبيرًا في الحفاظ على مستواه فوق 100.00. المقاومة الأقرب تقع عند 101.90، وهي منطقة ارتكاز مهمة تعززها المتوسطات المتحركة، بينما يشكل مستوى 100.22 دعمًا حرجًا، يليه أدنى مستويات العام الحالي عند 97.91. في حال استمرار الهبوط، قد يعيد السوق اختبار مستويات لم يشهدها منذ عام 2022.
وبينما تسجل الأسهم الأوروبية والأمريكية تراجعات ملحوظة، يتزايد القلق بشأن فقدان الدولار الأمريكي لوضعه كملاذ آمن، وهو ما أكده التخفيض الائتماني الأخير، ليبدو أن ما كان يُنظر إليه كتحذير نظري أصبح واقعًا ملموسًا في الأسواق.