الدولار الأمريكي يواصل الهبوط رغم قوة بيانات التوظيف وتفاؤل بمحادثات تجارية بين واشنطن وبكين
واصل الدولار الأمريكي تراجعه رغم بيانات وظائف قوية، وسط تقييم الأسواق لاحتمالات خفض الفائدة الفيدرالية وتزايد الآمال في محادثات تجارية بين الصين والولايات المتحدة. هذا التراجع جاء في وقت حاسم تقنيًا، حيث يختبر مؤشر الدولار مستويات مقاومة مهمة قد تحدد اتجاهه القادم.

انخفض الدولار الأمريكي بشكل طفيف يوم الجمعة، رغم صدور بيانات قوية لسوق العمل في الولايات المتحدة، ما يعكس حذر الأسواق وترقبها لآفاق السياسة النقدية وتطورات التوترات التجارية العالمية. فقد تراجع مؤشر الدولار (DXY)، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، إلى 99.47 بعد أن فشل في اختراق حاجز 100 النفسي، رغم ارتفاع عدد الوظائف الجديدة إلى 177 ألفًا خلال أبريل، متجاوزًا التوقعات السابقة.
وفي حين أظهرت البيانات استقرار معدل البطالة عند 4.2%، تباطأ نمو الأجور، حيث سجل متوسط الأجور في الساعة نموًا شهريًا بنسبة 0.2% فقط، مما دفع المستثمرين لإعادة النظر في توقعاتهم بشأن مستقبل أسعار الفائدة. وتُظهر أداة CME FedWatch أن الأسواق ترى احتمالًا ضعيفًا (7.6%) لخفض الفائدة في مايو، لكن ذلك يرتفع إلى 65.1% في يونيو، ما يعكس تذبذب الثقة في اتجاه الفيدرالي.
في الوقت ذاته، ساهمت الأنباء القادمة من بكين بشأن استعداد الصين للتفاوض حول الرسوم الجمركية مع إدارة ترامب في تعزيز الإقبال على الأصول ذات المخاطر، ما ضغط بدوره على الدولار. فقد أشارت وزارة التجارة الصينية إلى أن واشنطن أعربت عن نيتها بدء حوار، بينما أكدت بكين أنها تدرس الأمر وتنتظر مؤشرات جدية من الطرف الأمريكي.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، وقعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقًا محدودًا لتوريد المعادن، من دون أن يتضمن التزامات دفاعية، في ظل استمرار النزاع الروسي الأوكراني. في الوقت نفسه، أثارت تصريحات وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو الجدل، بعد أن ألمح إلى إمكانية استخدام بلاده لحيازاتها من الديون الأمريكية كورقة تفاوضية في حواراتها مع واشنطن.
فنيًا، يواجه مؤشر الدولار الأمريكي مقاومة قوية عند مستوى 100.22، وإذا لم ينجح في اختراقه، فقد يتجه نحو مناطق دعم أعمق مثل 97.73 و96.94، في حين أن أي اختراق صعودي قد يعيد الزخم نحو 101.90. وتبقى حالة "الخبر الجيد = خبر سيء" هي المسيطرة، حيث يترجم المستثمرون البيانات الإيجابية على أنها تقليص لاحتمالات خفض الفائدة، مما يقلل من جاذبية الدولار.