الدولار تحت الضغط: مؤشر DXY يستقر قرب 99.50 وسط رهانات قوية على خفض الفائدة الأمريكية

يحافظ مؤشر الدولار الأمريكي على تداولاته بالقرب من مستوى 99.60 خلال الجلسة الآسيوية يوم الجمعة، وذلك بعد ثلاثة أيام متتالية من التراجع. ورغم هذا الاستقرار النسبي، تشير حركة السوق إلى إمكانية مزيد من الضعف في قيمة الدولار، مع تصاعد توقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي يستعد لإقرار خفض جديد في سعر الفائدة خلال اجتماع ديسمبر.

وتكشف تسعيرات أداة FedWatch من CME عن قفزة كبيرة في توقعات الأسواق، حيث يجري تسعير احتمال يتجاوز 87% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل، مقارنة بنسبة 39% فقط قبل أسبوع واحد. كما يعتقد المتداولون أن الطريق لا يزال مفتوحًا أمام ثلاثة تخفيضات إضافية للفائدة بحلول عام 2026، خاصة بعد التقارير التي تشير إلى أن كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي في البيت الأبيض، بات المرشح الأقرب لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي، وهو شخصية معروفة بميله للسياسة النقدية التيسيرية التي يفضلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وعلى صعيد البيانات، دعمت الأرقام الأخيرة بعض التفاؤل بشأن سوق العمل الأمريكي، حيث تراجعت مطالبات البطالة الأولية إلى 216 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر، وهو مستوى أفضل من التوقعات البالغة 225 ألفًا. كما انخفض متوسط الأربعة أسابيع بمقدار ألف طلب ليصل إلى 223.750، ما يعكس تحسنًا نسبيًا في الاتجاه العام للبطالة.

ورغم هذه البيانات الإيجابية، يتراجع الطلب على الدولار كملاذ آمن، في ظل تزايد الآمال حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. فقد أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعدادًا لمزيد من المحادثات، مشيرًا إلى أن المقترحات التي قدمها الرئيس الأمريكي ترامب يمكن أن تشكل أساسًا لاتفاق مستقبلي. وبالتوازي، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الوفود الأمريكية والأوكرانية ستواصل اجتماعاتها هذا الأسبوع لوضع إطار عملي للمقترحات التي تم التباحث حولها في جنيف.

بهذه العوامل مجتمعة—التوقعات القوية لخفض الفائدة، البيانات الاقتصادية الداعمة، والانفراج السياسي المحتمل—يظل مؤشر الدولار معرضًا لمخاطر هبوطية على المدى القريب، ما يجعل مستوياته الحالية في منطقة 99.50 محط أنظار المتداولين خلال الجلسات القادمة.