الدولار يتوهج من جديد وسط تصاعد المخاطر التجارية مع اقتراب موعد الرسوم الجمركية
بدأ الدولار الأمريكي الأسبوع بقوة مدعومًا بتدفقات الملاذ الآمن مع اقتراب لحظة الحسم للرسوم الجمركية التي تعتزم واشنطن إخطار أكثر من 100 دولة بها في 9 يوليو، تمهيدًا لتطبيقها في أغسطس. هذا المشهد التجاري المتوتر، إلى جانب تراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية، عزز جاذبية الدولار مقابل العملات العالمية.

استهل الدولار الأمريكي تداولات الأسبوع على أرضية صلبة أمام معظم العملات الرئيسية، مستفيدًا من تزايد الإقبال عليه كملاذ آمن في ظل اقتراب الموعد النهائي في 9 يوليو الذي ستبدأ فيه الولايات المتحدة بإرسال الإشعارات الرسمية بفرض رسوم جمركية جديدة قد تصل إلى 70% على أكثر من 100 دولة، مع بدء التنفيذ الفعلي في 1 أغسطس.
ارتفع مؤشر الدولار (DXY) الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية ليحوم حول 97.40، مقتربًا من ذروته المسجلة الأسبوع الماضي، مدعومًا بضعف شهية المخاطرة عالميًا. يأتي ذلك في وقت شدد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته تجاه الشركاء التجاريين، معلنًا يوم الأحد أن بلاده ستشرع في توجيه رسائل جمركية حاسمة بدءًا من الاثنين، مشيرًا إلى أن ما بين 12 إلى 15 رسالة ستُرسل في اليوم الأول، مع تتابع المزيد لاحقًا.
هذا التصعيد التجاري أثار قلقًا واسعًا في الأسواق، لا سيما بعد بيان لدول البريكس التي انتقدت الإجراءات الأحادية للرسوم معتبرة إياها مخالفة لقواعد منظمة التجارة العالمية. وردًا على ذلك، أكد ترامب أن أي بلد ينحاز لسياسات تعتبرها إدارته "معادية لأمريكا" سيتحمل رسومًا إضافية بنسبة 10%.
على صعيد الأسواق، تراجعت العملات الكبرى أمام الدولار؛ إذ خسر اليورو والإسترليني قرابة 0.4% مقابل العملة الخضراء، بينما تكبدت عملات السلع خسائر أكبر، وسط تراجع اليوان الصيني وعملات آسيوية أخرى بفعل نزوح المستثمرين إلى الدولار. أما عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات فقد استقرت عند 4.35%، مع استمرار انخفاض رهانات خفض الفائدة القريب من الاحتياطي الفيدرالي بعد بيانات وظائف أقوى من المتوقع في يونيو، والتي قلصت احتمالات التيسير في يوليو لكنها أبقت سبتمبر خيارًا قائمًا.
فنيًا، أظهر مؤشر الدولار علامات تعافٍ بعد ارتداده داخل قناة الوتد الهابط من جديد، مع دعم إضافي من مؤشرات الزخم مثل الـ RSI وMACD، ما قد يمهد لموجة صعودية إضافية إذا تجاوز المقاومة قرب 98.00. أما الفشل في الحفاظ على الزخم فقد يعيد المؤشر إلى مستويات الدعم الحاسمة تحت 97.00، مما يضعه مجددًا تحت ضغط البائعين.