الدولار يقفز لأعلى مستوياته أمام الين مع تراجع توقعات رفع الفائدة اليابانية وضعف بيانات الاقتصاد الأمريكي

سجل زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (USD/JPY) ارتفاعًا قويًا ليبلغ أعلى مستوياته خلال أسبوعين، مقتربًا من مستوى 146.00، في ظل ضعف واضح للين بعد إشارات تيسيرية من بنك اليابان. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتباين السياسات النقدية بين طوكيو وواشنطن، بالإضافة إلى بيانات أمريكية ضعيفة تعزز احتمالات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لاحقًا هذا العام.

في اجتماعه الأخير، أبقى بنك اليابان سعر الفائدة عند 0.50%، مخفضًا في الوقت نفسه توقعاته للنمو والتضخم، مما عزز قناعة الأسواق بأن رفع الفائدة قد يُؤجل إلى نهاية 2025. محافظ البنك، كازو أويدا، أشار إلى ضعف الزخم التضخمي وعدم يقين اقتصادي محلي وخارجي، وهو ما اعتبره المتداولون توجهًا تيسيريًا يدفع الين نحو مزيد من التراجع.

من الجانب الأمريكي، أظهرت البيانات تراجع النشاط الصناعي مع انخفاض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى 48.7، بينما ارتفعت طلبات إعانة البطالة إلى 241,000، وهو ما يشير إلى ضعف في سوق العمل. هذه المعطيات عززت الرهانات على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو خفض الفائدة في الأشهر المقبلة، رغم استمرار ضغوط التضخم الظاهرة في مؤشر الأسعار المدفوعة الذي سجل ارتفاعًا إلى 69.8.

التطورات السياسية والتجارية أضافت مزيدًا من الغموض، خاصة مع تحذيرات من تأثيرات سلبية للتعريفات الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب، وتقارير عن تحركات أمريكية لإعادة التفاوض مع شركاء تجاريين كالصين واليابان. ومع ذلك، حافظ الدولار على زخمه مدعومًا بارتفاع عوائد السندات الأمريكية وأداء قوي لشركات التكنولوجيا.

على الصعيد الفني، تبدو مؤشرات الزخم والتوجهات الفنية إيجابية للدولار أمام الين. يتحرك الزوج في اتجاه صعودي واضح، مدعومًا بمتوسطات متحركة قصيرة الأجل وإشارات من مؤشرات مثل MACD وRSI. في حال تمكن السعر من تجاوز مستوى المقاومة 146.64، فقد يتجه نحو اختبار 148.00، خاصة إذا جاءت بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة سلبية، مما يعزز الرهانات على سياسة نقدية أكثر مرونة من الفيدرالي. بالمقابل، أي تراجع قد يجد دعمًا عند مستويات 145.55 و145.04.