الذهب تحت الضغط.. تراجع حاد مع انحسار التوترات التجارية وترقب بيانات أمريكية مفصلية
شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا تجاوز 1% خلال تداولات الأربعاء في السوق الأوروبية، حيث وصل المعدن النفيس إلى أدنى مستوياته للجلسة عند نحو 3278 دولارًا للأونصة. يأتي هذا التراجع بينما يترقب المستثمرون صدور بيانات اقتصادية أمريكية قد تُحدث تغيرات جوهرية في توجهات الأسواق، على رأسها الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول.
وجاء الضغط الهبوطي على الذهب بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يُقلص الرسوم الجمركية المفروضة على قطع غيار السيارات، في إشارة منه إلى إحراز تقدم في المفاوضات التجارية. هذا التطور خفّف من حدة المخاوف التي كانت تدعم أسعار الذهب، ودفع المستثمرين نحو عمليات جني أرباح بعد الارتفاعات الأخيرة.
وفي انتظار صدور القراءة الأولية لنمو الاقتصاد الأمريكي، يُدرك المتداولون أن هذه البيانات قد تلعب دورًا محوريًا في توجيه السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، خصوصًا مع اقتراب اجتماعه المنتظر في السابع من مايو. يأتي ذلك في وقت عاد فيه الرئيس ترامب إلى انتقاد رئيس الفيدرالي جيروم باول، مدعيًا أن لديه فهماً أكبر لملف أسعار الفائدة وأن الفيدرالي لا يدير السياسة النقدية بالكفاءة المطلوبة.
في الخلفية، تُظهر بيانات من مجلس الذهب العالمي أن المستثمرين ضخوا كميات ضخمة من الأموال في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الربع الأول، حيث أضيف نحو 227 طنًا من المعدن الأصفر إلى تلك الصناديق، ما ساهم في دفع الأسعار نحو مستويات قياسية.
لكن على الجانب الآخر، شهدت سوق المجوهرات في الهند تراجعًا ملحوظًا في مارس، وسط توقعات بانخفاض قد يصل إلى 11% في إجمالي الطلب السنوي حتى مارس 2026، ما يعكس تحديات الطلب الفعلي على الذهب في أكبر أسواقه الاستهلاكية.
أما على صعيد البيانات المرتقبة، فمن المنتظر صدور أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي عند الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش. التقديرات تشير إلى نمو محدود بنسبة 0.4% فقط، في تراجع حاد مقارنة بالربع الرابع من عام 2024 الذي سجل نموًا نسبته 2.4%. كما تتجه الأنظار إلى بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، حيث يُتوقع تراجع المؤشر الشهري الأساسي إلى 0.1%، فيما قد يتراجع الرقم الرئيسي إلى صفر، ما يعكس تباطؤًا إضافيًا في وتيرة التضخم.
التحليل الفني
من الناحية الفنية، تستمر حركة الذهب في نطاق ضيق وسط تراجع الزخم الصعودي. الفجوة المتقلصة بين مستويات الدعم والمقاومة اليومية تشير إلى قرب حدوث كسر سعري في أحد الاتجاهين. نقطة المحور اليومية عند 3322 دولار تمثل أول مستوى يجب تجاوزه لإحياء الاتجاه الصعودي. وإذا تحقق ذلك، فإن المستويات التالية التي ينبغي مراقبتها هي 3344 دولار (R1) و3370 دولار (R2)، مع بقاء حاجز 3400 دولار هدفًا رئيسيًا على المدى القصير.
أما في الاتجاه الهابط، فيبرز الدعم الأول عند 3295 دولار، يليه مستوى 3245 دولار الذي يمثل نقطة محورية قوية على ضوء تاريخه كأعلى مستوى في 11 أبريل.
وفي حال جاءت البيانات الأمريكية دون التوقعات أو إذا طرأت مستجدات سلبية على صعيد السياسة التجارية، فقد تعود أسعار الذهب للارتفاع مجددًا بقوة، خاصة إذا تصاعدت المخاطر الجيوسياسية أو جدد ترامب تهديداته الجمركية.
