الذهب في اختبار الصمود: الضغوط تتزايد والمعدن الثمين يتشبث بحاجز 3400 دولار
رغم تراجع الطلب على الملاذات الآمنة وسط أجواء تفاؤل نسبي بالأسواق، حافظ الذهب على مكاسبه فوق مستوى 3400 دولار. المستثمرون يترقبون قرار الفيدرالي وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط التي قد تدعم المعدن الأصفر مجددًا.

واصلت أسعار الذهب تراجعها في النصف الأول من تعاملات الإثنين الأوروبية، بعد أن لامست أعلى مستوياتها في نحو شهرين، لتتوقف بذلك موجة مكاسب استمرت ثلاثة أيام. وقد انعكس التحسن النسبي في شهية المخاطرة بالأسواق على الطلب على الذهب كملاذ آمن، ما ضغط على سعره، لكنه ظل ثابتًا فوق مستوى 3400 دولار.
وبرغم هذا الضغط، لا تزال عوامل عديدة تمنع المزيد من التراجعات الحادة، من أبرزها التوترات المستمرة في الشرق الأوسط بعد تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأمريكية في ظل رئاسة دونالد ترامب. كما ساهم ضعف الدولار الأمريكي، المتراجع قرب أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، في تقليص خسائر المعدن الأصفر.
في المقابل، يتسم موقف المستثمرين بالحذر في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، وسط ترجيحات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مع تصاعد التوقعات بتحول محتمل في سياسته النقدية لاحقًا هذا العام. هذه التطورات قد تحرك سعر الذهب مجددًا في اتجاه صعودي إذا جاءت التقديرات داعمة لتراجع الدولار.
من الناحية الفنية، فإن صمود الذهب فوق حاجز 3400 دولار وتكوينه قناة صاعدة على المدى القصير، يشيران إلى احتمالية استمرار الصعود، بشرط عدم كسر هذا المستوى. وإذا تمكن السعر من تجاوز ذروة الجلسة الآسيوية عند 3452 دولارًا، فقد يكون التحدي التالي هو بلوغ مستوى 3500 دولار النفسي، الذي يمثل مقاومة مهمة ومحطة لعودة الزخم الصاعد بقوة