الذهب مستقر فوق 4000 دولار مع تراجع الدولار وترقب تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي
يحافظ الذهب على مكاسبه فوق المستوى النفسي 4000 دولار مع تراجع الدولار الأمريكي، بينما يترقب المستثمرون تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بحثًا عن إشارات جديدة بشأن مسار السياسة النقدية.
ارتفع سعر الذهب يوم الخميس ليحافظ على تداولاته فوق مستوى 4000 دولار للأونصة، مستفيدًا من تراجع الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته في خمسة أشهر، فيما يواصل المستثمرون ترقبهم لتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المقررة لاحقًا اليوم.
وفي وقت إعداد التقرير، تم تداول زوج الذهب/الدولار (XAU/USD) بالقرب من 4009 دولارات بزيادة تقارب 0.6%، موسعًا مكاسبه لليوم الثاني على التوالي.
يستفيد المعدن الأصفر من الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة وسط استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، الذي أصبح الأطول في تاريخ البلاد، ما يثير قلق الأسواق بشأن تداعيات اقتصادية محتملة ويضغط على الدولار الأمريكي.
ورغم هذا الارتفاع، يرى محللون أن مكاسب الذهب قد تبقى محدودة على المدى القريب بفعل بيانات اقتصادية قوية مثل تقرير التوظيف ADP ومؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات (ISM)، واللذين عززا التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي قد يمتنع عن خفض الفائدة في ديسمبر المقبل.
كما ساهم تحسن شهية المخاطرة وارتفاع الأسهم العالمية في تقليص جاذبية الذهب، رغم أن النظرة العامة تبقى إيجابية بدعم من المخاطر الجيوسياسية واستمرار الضبابية الاقتصادية.
وفي تفاصيل محركات السوق، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى نحو 99.81 نقطة بعد أن لامس 100.36 يوم الأربعاء. كما لفت رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستين غولسبي إلى أن سوق العمل "يتجه نحو الاستقرار" مع تباطؤ طفيف، مشيرًا إلى أنه قد يكون مترددًا في مواصلة خفض الفائدة، لكنه يرى أن "نقطة الاستقرار ستكون أقل من المستويات الحالية".
وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي (WGC) ارتفاع الطلب الأمريكي على الذهب بنسبة 58% على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2025 ليصل إلى 186 طنًا، مدفوعًا بتدفقات قياسية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، التي استحوذت على 62% من التدفقات العالمية. كما زادت مشتريات البنوك المركزية إلى 39 طنًا في سبتمبر، بقيادة البرازيل وكازاخستان وغواتيمالا.
فنيًا، يتحرك الذهب في نطاق مستقر فوق المتوسط المتحرك لـ50 فترة عند 3985 دولارًا، فيما يواجه مقاومة قوية بين 4020 و4050 دولارًا. تجاوز هذا النطاق قد يمهد الطريق نحو 4100-4150 دولارًا، بينما يشكل كسر مستوى الدعم دون 3985 دولارًا إشارة على عودة ضغط البيع، مع احتمال اختبار منطقة 3900 دولار مجددًا.
أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فقد تعافى فوق مستوى 50، ما يشير إلى تحسن الزخم الصعودي دون تأكيد اختراق واضح بعد.