الذهب يتألق قرب 3400 دولار وسط ضعف الدولار وتصاعد القلق بشأن مستقبل الفيدرالي

Apr 21, 2025 - 14:31
الذهب يتألق قرب 3400 دولار وسط ضعف الدولار وتصاعد القلق بشأن مستقبل الفيدرالي

واصل الذهب ارتفاعه القوي في مستهل تداولات الأسبوع، متجهًا نحو مستويات قياسية بالقرب من 3400 دولار للأونصة، مدعومًا بتراجع الدولار الأمريكي والمخاوف المتزايدة بشأن استقلالية السياسة النقدية في الولايات المتحدة.

وجاء هذا الصعود وسط توتر سياسي واقتصادي متصاعد، إذ أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، متهمًا إياه بالتقاعس عن خفض أسعار الفائدة رغم التباطؤ في أسعار السلع الأساسية والنفط. وقال ترامب: "الاحتياطي الفيدرالي مدين للشعب الأمريكي بخفض الفائدة، وإذا قررت تغييره، فسأفعل ذلك سريعًا، صدقوني".

التصريحات أثارت مخاوف المستثمرين، خصوصًا مع تأكيد المستشار الاقتصادي بالبيت الأبيض، كيفن هاسيت، أن البيت الأبيض يدرس خيارات قانونية لإبعاد باول من منصبه، مما زاد من القلق حول مصداقية السياسة النقدية الأمريكية.

وتسبب هذا في ضغط كبير على الدولار، إذ تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى مستويات لم يشهدها منذ ثلاث سنوات، منخفضًا نحو 98.00 نقطة، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن وسط تدهور الثقة بالعملة الأمريكية.

التوترات التجارية تدعم صعود الذهب

في الخلفية، استمرت حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأمريكية في التأثير على الأسواق، رغم محاولات ترامب بث رسائل إيجابية حول إمكانية التوصل إلى اتفاقيات مع عدد من الشركاء. فقد أشار إلى تقدم في المحادثات مع كل من اليابان والمكسيك، وأعرب عن تفاؤله بإبرام اتفاق مع الصين قريبًا، مؤكدًا: "الاتفاق قادم، وبنسبة 100%، لكنه سيكون اتفاقًا منصفًا".

وكان ترامب قد التقى مؤخرًا برئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، وهو اللقاء الأول له مع زعيم أوروبي بعد إعلانه عن تعريفات جمركية متبادلة، مما أضفى المزيد من الترقب بشأن اتجاه العلاقات التجارية عبر الأطلسي.

ورغم هذه التصريحات الإيجابية، يرى كثير من المحللين أن حالة عدم اليقين الاقتصادي ما زالت حاضرة، وبالتالي فإن الطلب على الذهب قد يستمر على المدى القريب، خصوصًا مع استمرار الضغوط السياسية على المؤسسات المالية الأمريكية.

التحليل الفني: الذهب في اتجاه صاعد قوي

من الناحية الفنية، يواصل الذهب التحرك في قناة صعودية بدأت منذ أكثر من عام، وقد شهد مؤخرًا اختراقًا مهمًا لهذا النطاق، ما دفع الأسعار إلى تسجيل قفزات جديدة.

كل المتوسطات المتحركة تميل إلى الصعود، ومؤشر القوة النسبية يقف قرب مستويات التشبع الشرائي عند 75، ما يعكس زخمًا صاعدًا قويًا، مع احتمالية حصول تصحيحات محدودة.

على المدى القريب، يُنظر إلى منطقة 3245 دولار كدعم أساسي، بينما تتركز الأنظار نحو حاجز 3500 دولار كمقاومة محتملة في حال استمر الزخم الإيجابي.