الذهب يتجاوز 4000 دولار لأول مرة في تاريخه وسط تصاعد المخاوف العالمية وترقب محضر الفيدرالي
واصل الذهب تحطيم الأرقام القياسية متجاوزًا 4000 دولار للمرة الأولى، مدفوعًا بتدفقات الملاذ الآمن ومخاوف الأسواق من الإغلاق الحكومي الأمريكي والتوترات الجيوسياسية، بينما يترقب المستثمرون محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي.

واصل الذهب (XAU/USD) مسيرته التاريخية يوم الأربعاء، متجاوزًا حاجز 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه، مع استمرار تدفقات المستثمرين نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاوف السياسية والاقتصادية حول العالم، وتزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيواصل دورة خفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة.
حتى لحظة إعداد التقرير، يتداول الذهب قرب 4037 دولارًا للأونصة، مرتفعًا بأكثر من 4% منذ بداية الأسبوع، في أداء يعكس قوة الطلب رغم ارتفاع الدولار الأمريكي، الذي يستفيد بدوره من الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان، إضافة إلى إغلاق الحكومة الأمريكية المستمر للأسبوع الثاني.
كما ساهمت التوترات الجيوسياسية المستمرة — من الحرب الروسية الأوكرانية إلى تصاعد التوتر في الشرق الأوسط واضطرابات التجارة العالمية — في دعم الطلب على السبائك، بينما واصل الشراء النشط من البنوك المركزية وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) تغذية الاتجاه الصعودي الحاد.
تشير التقديرات إلى أن البنوك المركزية حول العالم في طريقها لشراء نحو 1000 طن متري من الذهب خلال 2025، وهو العام الرابع على التوالي الذي يشهد مشتريات قياسية من المعدن، في محاولة لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الأصول المقومة بالدولار.
في الوقت ذاته، يدخل الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الثاني دون أي تقدم ملموس، مع تهديدات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقليص الإنفاق وتسريح موظفين فيدراليين، مما يزيد من عدم اليقين الاقتصادي ويؤخر صدور بيانات رئيسية يعتمد عليها صانعو السياسة النقدية.
كما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس قرب 98.83، فيما أظهرت بيانات دويتشه بنك وأداة CME FedWatch أن الأسواق تسعّر باحتمال يفوق 94% خفضًا جديدًا بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع الفيدرالي المقرر في نهاية أكتوبر.
من الناحية الفنية، يظل الزخم الصعودي قويًا للغاية، رغم بروز إشارات على بلوغ السوق مرحلة تشبع شرائي؛ إذ تجاوز مؤشر القوة النسبية (RSI) الشهري مستوى 90 — وهو الأعلى منذ ثمانينيات القرن الماضي.
قد يواجه الذهب مقاومة قريبة عند 4050 دولارًا، تليها منطقة 4100 دولار، بينما يمثل المتوسط المتحرك البسيط لـ9 فترات دعمًا فوريًا حول 4000 دولار، يليه المتوسط لـ21 فترة كمنطقة دعم ثانوية. أي تراجع تصحيحي محتمل سيبقى محدودًا طالما حافظ الذهب على التداول فوق مستوى 3975 دولارًا، مما يبقي الاتجاه العام صعوديًا بقوة على المدى القريب.