الذهب يتخطى 3,800 دولار لأول مرة وسط تصاعد مخاطر إغلاق الحكومة الأمريكية
قفز الذهب إلى مستوى قياسي جديد فوق 3,800 دولار مع تزايد المخاوف من إغلاق محتمل للحكومة الأمريكية وتوقعات بمزيد من خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي.
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًا خلال تداولات الاثنين، حيث اخترق المعدن النفيس حاجز 3,800 دولار للبرميل في الجلسة الآسيوية، مدعومًا بتصاعد القلق من احتمال إغلاق الحكومة الأمريكية خلال الأيام المقبلة. هذا الارتفاع عزز مكانة الذهب كملاذ آمن في ظل الضبابية السياسية والاقتصادية.
المخاوف تتزايد مع اقتراب نهاية السنة المالية 2025–2026 في الولايات المتحدة، إذ يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادة الكونغرس في محاولة للتوصل إلى اتفاق تمويلي يمنع توقف عمل مؤسسات حكومية بدءًا من الأربعاء المقبل. هذا المشهد السياسي المضطرب عزز التدفقات نحو الأصول الدفاعية وعلى رأسها الذهب.
على الصعيد الاقتصادي، أظهرت بيانات التضخم الأمريكية لشهر أغسطس ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) إلى 2.7% على أساس سنوي، متماشيًا مع توقعات السوق. كما ارتفع المؤشر الأساسي بنسبة 2.9%، ما دعم الاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل نهج التيسير النقدي بخفض أسعار الفائدة في أكتوبر وربما ديسمبر. الأسواق تسعر بالفعل احتمالية تقارب 88% لخفض قادم في أكتوبر، و65% لاحتمال خفض ثانٍ قبل نهاية العام.
ويترقب المستثمرون اليوم تصريحات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، من بينهم كريستوفر والر وجون ويليامز ورافائيل بوستيك، بحثًا عن مؤشرات جديدة حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية. أي نبرة متشددة قد تدفع الدولار للصعود وتضغط على الذهب المقوم به، لكن التوجه العام يظل داعمًا للمعدن الثمين.
من الناحية الفنية، تبقى النظرة الإيجابية قائمة مع بقاء الأسعار فوق المتوسط المتحرك الأسي 100 يوم، إلا أن مؤشر القوة النسبية (RSI) البالغ نحو 75 يشير إلى حالة تشبع شرائي قد تسبق موجة تصحيح مؤقتة. تقف المقاومة الرئيسية للذهب عند منطقة 3,800–3,810 دولار، واختراقها قد يفتح المجال نحو 3,850 دولار. في المقابل، يظهر الدعم الأول عند 3,722 دولار، وكسره قد يهبط بالسعر إلى حدود 3,632 دولار.
