الذهب يتراجع تحت ضغط التهدئة الجيوسياسية وتلميحات الفائدة المرتفعة
انخفضت أسعار الذهب وسط تراجع التوترات بين إسرائيل وإيران وتقييم الأسواق لاحتمالات بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول. في ظل ترقب المستثمرين لقرارات سياسية واقتصادية مصيرية، يتحرك الذهب بحذر قرب مستويات دعم فنية حرجة.

تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات يوم الجمعة لتستقر حول مستوى 3355 دولارًا للأونصة، مواصلة خسائرها منذ بلوغها أعلى مستوى أسبوعي عند 3452 دولارًا يوم الإثنين الماضي. ويأتي هذا الانخفاض في ظل فتور المخاوف من تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مهلة مدتها أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن رد محتمل على تحركات إيران النووية، مما خفف مؤقتًا من توترات المنطقة.
ورغم هذا التراجع، تبقى النظرة المتوسطة المدى إيجابية للمعدن الأصفر بفضل استمرار الشراء من البنوك المركزية وتنامي المخاطر الجيوسياسية عالمياً. أما على المدى القريب، فقد أثر ارتفاع الدولار الأميركي وثبات عوائد سندات الخزانة، إلى جانب التوقعات بتأجيل خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
هذا الأسبوع، اعتمدت البنوك المركزية الكبرى خطابًا حذرًا تجاه السياسة النقدية؛ إذ ثبت بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في نطاق 4.25%–4.50% مع إشارة إلى خفضين محتملين لاحقًا هذا العام، بينما أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أن أي تخفيض إضافي سيعتمد على تباطؤ التضخم. من جهته، أبقى بنك إنجلترا على سعر الفائدة، رغم أن ثلاثة من أعضائه دعموا خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس.
وعلى الجانب الجيوسياسي، زادت التوترات بعد تصريحات مسؤولين أميركيين وإسرائيليين بشأن البرنامج النووي الإيراني، في وقت حذّرت فيه روسيا من التدخل العسكري الأميركي، معتبرة أنه قد يؤدي إلى عواقب خطيرة. وتزداد حساسية الأسواق لأي تصعيد قد يهدد مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو 20% من إمدادات الطاقة العالمية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط ويغذي التضخم عالميًا.
من الناحية الفنية، يظهر الذهب علامات ضعف في الزخم بعد أن كسر مستوى دعم عند 3371 دولارًا، مما يجعله عرضة لمزيد من التراجع نحو المتوسطات المتحركة لآخر 20 و50 يومًا عند 3350 و3318 دولارًا على التوالي، ثم مستوى دعم أعمق عند 3292 دولارًا. أما على الجانب الصعودي، فتمثل مستويات 3371 و3400 و3452 حواجز مقاومة رئيسية يجب اختراقها لإعادة إحياء الاتجاه الصعودي. ومع تراجع مؤشر القوة النسبية إلى 52 وانخفاض الزخم الشرائي، تبقى المخاطر مائلة إلى الهبوط ما لم تظهر محفزات جديدة تدفع الذهب للانتعاش مجددًا.