الذهب يتراجع تحت ضغط قوة الدولار… وآمال خفض الفائدة تمنع هبوطًا أعمق
انخفضت أسعار الذهب مع بداية الأسبوع الأوروبي بفعل قوة الدولار، لكن تصريحات باول المائلة للتيسير والتوترات الجيوسياسية تدعم بقاء المعدن الثمين في نطاق صعودي على المدى الطويل.

بدأت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع في المنطقة السلبية خلال الجلسة الأوروبية المبكرة يوم الاثنين، حيث تراجع المعدن الأصفر إلى حدود 3350 دولارًا للأونصة متأثرًا بقوة الدولار الأمريكي. ومع ذلك، فإن التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر تمنع حدوث خسائر أعمق.
رئيس الفيدرالي جيروم باول كان قد صرّح في ندوة جاكسون هول أن البنك المركزي قد يضطر إلى تعديل السياسة النقدية في ضوء تغير موازين المخاطر، مشيرًا إلى أن التضخم يميل للارتفاع بينما يواجه سوق العمل ضغوطًا. هذه التصريحات عززت الرهانات على خفض الفائدة، ما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب ويمنحه دعمًا إضافيًا.
على الصعيد الجيوسياسي، تواصل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا إضافة زخم للمعدن النفيس. ففي يوم الاستقلال الأوكراني، أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن بلاده ستواصل الدفاع عن حريتها، بينما اتهمت موسكو كييف بشن هجمات بطائرات مسيرة على منشآت للطاقة النووية. هذه التوترات تعزز من توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
في المقابل، يترقب المستثمرون صدور القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثاني يوم الخميس، والمتوقع أن يُظهر نموًا بنسبة 3% على أساس سنوي. أي بيانات تفوق التوقعات قد تعطي دفعة إضافية للدولار وتضغط على أسعار الذهب.
وعلى صعيد السياسة النقدية، حذر مسؤولو الفيدرالي من أن التضخم ما زال أعلى من الهدف البالغ 2%، فيما يرى بعضهم أن البيانات المقبلة ستحدد قرار سبتمبر. أداة CME FedWatch أظهرت أن الأسواق تسعّر الآن احتمالًا يبلغ 85% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مقارنة بـ75% قبل تصريحات باول.
من الناحية الفنية، يحتفظ الذهب بزخم إيجابي طويل الأجل إذ يستقر فوق المتوسط المتحرك الأسي 100 يوم، رغم مؤشرات على تماسك قصير الأجل. وتتمثل المقاومة الرئيسية في نطاق 3400–3410 دولار، حيث قد يفتح اختراقه الطريق نحو 3439 ثم 3500 دولار. أما على الجانب الهابط، فيظهر الدعم الأول عند 3315 دولار، يليه 3285 ثم 3268 دولار للأونصة.