الذهب يتراجع دون 3300 دولار بفعل قوة الدولار وتهدئة المخاوف التجارية بعد قرار المحكمة الأمريكية

تواصل أسعار الذهب التراجع للجلسة الرابعة على التوالي، حيث انخفضت إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع لتُتداول بالقرب من 3245 دولارًا للأونصة خلال تداولات الخميس الآسيوية. هذا التراجع يأتي مدفوعًا بعدة عوامل أبرزها قرار محكمة التجارة الدولية في نيويورك، التي أبطلت محاولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لفرض تعريفات جمركية شاملة، معتبرة أن تلك الخطوة تخطت سلطاته القانونية.

قرار المحكمة عزز من شهية المخاطرة لدى المستثمرين، ما انعكس بوضوح في ارتفاع الأسواق المالية وانخفاض الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب. بالتوازي، تلقى الدولار الأمريكي دعمًا إضافيًا من محاضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي أكدت التزام الفيدرالي بسياسة ترقب حذرة وسط ضبابية المشهد الاقتصادي والسياسي، مما عزز من مكاسب العملة الأمريكية ووجه ضغوطًا متزايدة على أسعار الذهب.

على الصعيد السياسي، عادت التوترات بين واشنطن وبكين للواجهة بعد تقارير تشير إلى تحركات أمريكية تهدف لتقييد صادرات التكنولوجيا الحساسة إلى الصين. أما في الشرق الأوسط، فقد نفذت القوات الإسرائيلية غارة جديدة على أهداف حوثية في اليمن، في وقت تزداد فيه الدعوات الدولية للتوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا، وسط مبادرة روسية جديدة لعقد جولة محادثات في إسطنبول أوائل يونيو.

ورغم هذه العوامل الداعمة للقلق الجيوسياسي، إلا أن الذهب لم ينجُ من الضغوط الفنية. فقد تسبب كسر خط الاتجاه الصاعد والمتوسط المتحرك 200 في تزايد النظرة السلبية بين المتداولين، مع إشارات فنية تُرجح استمرار الهبوط. وإذا ما واصل الذهب خسائره وتجاوز مستوى الدعم عند 3245 دولار، فقد يمتد التراجع نحو 3215 ثم 3180 دولار للأونصة.

من ناحية أخرى، يترقب المستثمرون صدور بيانات أمريكية مهمة مثل الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، ومبيعات المنازل المعلقة، ومطالبات البطالة، فيما يبقى التركيز الأكبر على قراءة مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) يوم الجمعة، والتي قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه الذهب قصير الأجل.