الذهب يتراجع دون 4000 دولار مع جني الأرباح وارتفاع الدولار الأمريكي رغم استمرار المخاطر العالمية
انخفض الذهب بأكثر من 1.5% بعد بلوغه قمة تاريخية قرب 4058 دولار، متأثرًا بموجة جني أرباح وارتفاع الدولار الأمريكي، رغم بقاء الزخم الصعودي مدعومًا بإغلاق الحكومة الأمريكية وتوقعات خفض الفائدة.
تراجعت أسعار الذهب (XAU/USD) يوم الخميس لتتداول دون المستوى النفسي المهم 4000 دولار، بعد أن سجل المعدن النفيس رقمًا قياسيًا جديدًا عند 4058 دولارًا في وقت سابق من الأسبوع. جاء الهبوط بنسبة 1.5% إلى نحو 3978 دولارًا في ظل صعود قوي للدولار الأمريكي وعودة المتداولين الصينيين إلى الأسواق بعد العطلات، مما زاد من حدة التقلبات.
شهدت الأسواق تحولًا نحو جني الأرباح مع تحسن طفيف في شهية المخاطرة عقب الأنباء عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وهو ما خفف من الطلب الفوري على الذهب كملاذ آمن. ورغم ذلك، ما تزال التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية قائمة، مما يحد من أي هبوط حاد للمعدن الأصفر.
يستمر الإغلاق الحكومي الأمريكي في يومه التاسع، ما يعزز مخاوف الأسواق بشأن الوضع المالي في الولايات المتحدة. كما أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير ميلاً حذرًا بين صانعي السياسة، حيث أشار المحافظ مايكل بار إلى أن السياسة الحالية ما تزال تقييدية بشكل معتدل، وأن الوصول إلى هدف التضخم البالغ 2٪ قد يستغرق وقتًا أطول مما هو مرغوب. وأضاف أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال مرنًا مع استمرار إنفاق المستهلكين القوي.
في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 99.42، وهو أعلى مستوى له منذ تسعة أسابيع، مدعومًا بزيادة عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.15%. هذا الارتفاع في العوائد الحقيقية ضغط على أسعار الذهب التي تتحرك عادة بعلاقة عكسية معها.
ورغم التراجع الحالي، لا يزال الاتجاه العام للمعدن النفيس صعوديًا. تتوقع غولدمان ساكس أن ترتفع أسعار الذهب إلى 4900 دولار في عام 2026، مستندة إلى زيادة مشتريات البنوك المركزية وتدفقات قوية إلى صناديق الذهب المتداولة. وتشير أدوات السوق إلى احتمال بنسبة 94% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم في 29 أكتوبر، ما قد يعيد الزخم الصاعد للذهب.
من الناحية الفنية، يُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) تراجعًا من 86 إلى 75، ما يشير إلى تباطؤ في الزخم الصعودي بعد حالة تشبع شرائي قوية. إذا تمكن السعر من الارتداد فوق 4000 دولار، فقد يعيد اختبار القمة التاريخية عند 4059 دولارًا، بينما يُتوقع أن يؤدي الإغلاق دون 3950 دولارًا إلى تصحيح أعمق نحو المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 3800 دولار.
