الذهب يتراجع على خلفية التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
شهدت أسعار الذهب تراجعًا بنسبة تزيد عن 1% يوم الاثنين، مع بدء الأسواق في الشعور ببعض الارتياح إثر الأخبار المتعلقة بالمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. سجل سعر الذهب تراجعًا إلى حوالي 3280 دولار أمريكي للأونصة، حيث تأثرت الأسعار بشكل رئيسي بتصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، التي أدلى بها خلال مقابلة تلفزيونية على قناة ABC يوم الأحد، حيث أشار إلى وجود صفقات تجارية كبيرة قيد المناقشة مع الدول الآسيوية. وفي تعليقه، قال بيسنت: "إذا نظرنا إلى 180 دولة، فهناك 18 شريكًا تجاريًا رئيسيًا، دعونا نضع الصين جانبًا لأن ذلك يعتبر تفاوضًا خاصًا، ولكن هناك 17 شريكًا تجاريًا آخرين ونحن بصدد إجراء محادثات مستمرة معهم".
وأضاف بيسنت أن هذه المحادثات تسير بشكل جيد، خاصة مع بعض الدول الآسيوية. وقد أشار إلى أن التقدم في هذه المناقشات التجارية قد يقلل من التوترات التجارية ويسهم في تخفيف الضغوط على أسواق السلع، بما في ذلك الذهب.
من جانب آخر، صرحت وزيرة الزراعة الأمريكية، بروك رولينز، يوم الأحد، بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُجري محادثات يومية مع الصين بشأن التعريفات الجمركية، وهو ما يزيد من التوقعات بأن التوترات التجارية قد تتجه نحو التخفيف. وأوضحت رولينز أن المفاوضات مع الصين تسير بشكل إيجابي وأن بعض الصفقات التجارية مع دول أخرى أصبحت "قريبة جدًا". هذه التصريحات عززت التوقعات بإمكانية التوصل إلى حلول تجارية تقلل من الضغط على أسعار الذهب.
على الرغم من هذا التراجع، فإن انخفاض أسعار الذهب قد لا يكون كبيرًا، حيث استمرت الصين في التأكيد يوم الاثنين على أن الرئيس شي جين بينغ والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتحدثا مؤخرًا بشأن شروط التجارة. وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن "الولايات المتحدة والصين لم تجريا مفاوضات أو مشاورات بشأن التعريفات"، مما يثير شكوكًا حول استدامة التفاؤل في الأسواق.
وفيما يتعلق بتوقعات هذا الأسبوع، سيكون التركيز على بيانات الوظائف غير الزراعية (NFP) لشهر أبريل المقرر إصدارها يوم الجمعة. من المتوقع أن تؤثر هذه البيانات الأمريكية بشكل كبير على الاتجاهات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوقع المحللون أن تكون هذه البيانات مؤشراً لتحديد ما إذا كان الفيدرالي سيتخذ خطوات جديدة بشأن سياسة أسعار الفائدة في اجتماعه القادم في 7 مايو. في الأسبوع الماضي، أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية علامات على تحولات كبيرة في معنويات المستهلكين، مثل البيانات التي أظهرت تغييرات ملحوظة في قطاع السلع المعمرة.
تحليل السوق: القطاع الذهبي يشهد توسعًا مع ارتفاع الأسعار
تواصل أسواق الذهب تمتعها بالحركة حيث سجلت شركة "Toubani Resources" للتعدين في أفريقيا، والتي تقدر قيمتها السوقية بحوالي 61 مليون دولار، ارتفاعًا ملحوظًا بعد تأمين حزمة ديون ضخمة بقيمة 160 مليون دولار في مشروع مشترك مع مكتب عائلي. من جهة أخرى، تشير التقارير إلى أن سوق السندات في تايلاند قد يسجل أفضل تدفقات شهرية له منذ أكثر من ثلاث سنوات، مدفوعًا بتوقعات خفض أسعار الفائدة وارتفاع البات التايلاندي، الذي يعزز من أسعار الذهب.
في الصين، تتزايد عمليات التدقيق في خطة بيع الملياردير لي كا شينغ لموانئ بنما إلى مجموعة مدعومة من بلاك روك، في الوقت الذي يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحصول على معاملة تفضيلية للسفن الأمريكية في الممر المائي. هذه الأوضاع تساهم في زيادة حالة عدم اليقين التي قد تؤثر على مستقبل الصفقة الضخمة.
التحليل الفني: الذهب يواجه مقاومة عند مستويات مرتفعة
رغم تراجع أسعار الذهب يوم الاثنين، لا يزال العديد من المتداولين والمحللين يتوقعون أن الذهب قد يشهد المزيد من الاتجاه الصعودي في المستقبل. وعلى الرغم من التقدم في المناقشات التجارية، فإن الرئيس الأمريكي ترامب أكد يوم الجمعة الماضي أن موضوع تأجيل إعفاء التعريفات ليس مطروحًا في الوقت الراهن. في الوقت نفسه، فإن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة لا تظهر أي إشارات على حدوث محادثات فعلية بعد أن رفعت بعض الشركات الصينية أسعارها للأسواق الأمريكية بنسبة تزيد عن 100% لنقل تكاليف التعريفات إلى المستهلكين الأمريكيين.
من الناحية الفنية، تواجه أسعار الذهب مقاومة عند 3318 دولارًا، وهو المستوى الذي يجب استعادته للعودة إلى الاتجاه الصعودي. وفي حال نجحت الأسعار في تجاوز هذا المستوى، قد تصل إلى 3424 دولارًا، وهو ما سيكون مقاومة قوية على الطريق إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 3500 دولار. على الجانب الهبوطي، يتواجد الدعم الأول عند 3266 دولارًا، وهو مستوى قريب من أدنى مستويات الأسبوع الماضي. إذا استمر الضغط السلبي، فقد ينخفض الذهب إلى 3245 دولارًا، وهو مستوى تقني مهم. ومع تراجع أكبر، قد يواجه الذهب دعمًا عند 3213 دولارًا، وهو مستوى محوري مهم يجب مراقبته في المستقبل.
