الذهب يتراجع عن مكاسبه مع صعود الدولار وترقب الأسواق لاجتماع الفيدرالي والأحداث الجيوسياسية
تخلى الذهب عن جزء من مكاسبه المبكرة متأثرًا بانتعاش الدولار وتزايد شهية المخاطرة، بينما يترقب المستثمرون إشارات جديدة من الفيدرالي الأمريكي وتطورات المشهد الجيوسياسي في أوكرانيا.

شهدت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة مع بداية الأسبوع، حيث تراجعت بعد ارتداد قصير من أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوعين، لتتداول دون حاجز 3350 دولار للأونصة في الجلسة الأوروبية المبكرة. هذا التراجع جاء على الرغم من استفادة المعدن الثمين من انخفاض عوائد السندات الأمريكية وتوقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي.
وفي المقابل، استفاد الدولار الأمريكي من بيانات اقتصادية قوية وتوقعات بقاء السياسة النقدية أقل تيسيرًا مما كان مرجحًا سابقًا، وهو ما عزز الطلب عليه وكبح المكاسب المحتملة للذهب كملاذ آمن. كما ساهمت شهية المخاطرة المرتفعة لدى المتعاملين في الأسواق في الحد من جاذبية المعدن النفيس.
على الصعيد السياسي، يترقب المستثمرون اللقاء المنتظر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمشاركة قادة أوروبيين، لبحث اتفاق محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا. مثل هذه التطورات الجيوسياسية تظل عاملًا مؤثرًا على حركة الذهب نظرًا لدوره كأصل آمن.
في الوقت ذاته، تشير التوقعات المتزايدة إلى أن الفيدرالي قد يستأنف خفض الفائدة في اجتماعه خلال سبتمبر، مع إمكانية تنفيذ خفضين آخرين قبل نهاية العام. هذا السيناريو يحد من قوة الدولار نسبيًا، ويمنح الذهب دعمًا في مواجهة الضغوط الحالية.
من الناحية الفنية، يظهر أن الذهب يواجه مقاومة قرب مستوى 3358 دولار، فيما يشكل المتوسط المتحرك 200 على الأطر الزمنية القصيرة دعمًا مهمًا عند 3346 دولار. كسر هذه المستويات قد يفتح المجال أمام حركة هابطة نحو 3300 دولار، بينما اختراق المقاومة قد يدفع الأسعار مجددًا نحو 3400 دولار وما فوقها.
بوجه عام، تظل حركة الذهب رهينة مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، حيث يراقب المتداولون عن كثب محضر الفيدرالي وخطاب جيروم باول في جاكسون هول نهاية الأسبوع، إلى جانب التطورات الجيوسياسية في أوروبا، لتحديد الاتجاه القادم للمعدن الأصفر.