الذهب يتراجع مع تراجع المخاوف التجارية وترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا يقارب 1% يوم الثلاثاء، في ظل انحسار التوترات التجارية وتزايد التكهنات حول إمكانية تخفيف الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على واردات السيارات، وهو ما انعكس بشكل مباشر على معنويات المستثمرين تجاه المعدن الثمين.
تأتي هذه التراجعات وسط تداول الذهب حول مستوى 3313 دولارًا للأونصة، حيث يشهد السوق حالة من الترقب قبل أي إعلان رسمي متوقع من الرئيس الأمريكي بشأن السياسة التجارية. وتشير تسريبات السوق إلى احتمال تخفيف الرسوم الجمركية، ما يهدئ المخاوف من تصاعد النزاع التجاري، ويحد من الطلب على الذهب كملاذ آمن، بحسب ما نقلته تقارير إعلامية.
وبالتوازي، تتركز أنظار المستثمرين هذا الأسبوع على عدد من البيانات الاقتصادية الأمريكية المؤثرة، بما في ذلك الناتج المحلي الإجمالي وبيانات التوظيف، والتي من المرجح أن تؤثر على موقف الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. وكانت مؤشرات الصناعة في تكساس قد أظهرت تراجعًا حادًا، مع وصف الأوضاع بأنها "فوضوية"، في إشارة إلى الضغوط المتصاعدة الناتجة عن التعريفات.
وفي تصريحات إعلامية، أشار وزير الخزانة الأمريكي إلى أن واشنطن تفضل في الوقت الحالي تعزيز شراكات تجارية مع عدد من الدول بدلًا من التركيز على التفاوض مع الصين، مؤكدًا أن الكرة الآن في ملعب بكين لتقديم مبادرات حقيقية. من جانبها، حذرت الصين من أن استمرار فرض الرسوم يمثل خطأ جسيمًا، معبرة عن موقفها بلهجة أكثر حدة.
التحليل الفني: الذهب عند مفترق طرق
من الناحية الفنية، يبدو أن الذهب يدخل مرحلة من الهدوء بعد موجة صعود قوية، مع بدء المستثمرين بجني الأرباح وتخفيف مراكزهم. وقد واجه السعر مقاومة عند 3322 دولارًا، بينما تُظهر المؤشرات صعوبة في اختراق مستويات أعلى مثل 3375 و3406 دولار في المدى القصير.
أما على صعيد الدعم، فيوفر مستوى 3290 دولار أول خط دفاع، يليه دعم فني محوري قرب 3245 دولار، ثم مستوى 3236 دولار، والذي قد يمنع مزيدًا من التراجع نحو 3167 دولار، نقطة الارتداد السابقة في أوائل أبريل.
ورغم ظهور إشارات على ضعف الزخم الصاعد، لا تزال التوصيات العامة في السوق تميل إلى الحفاظ على بعض الانكشاف على الذهب، تحوطًا من أي مفاجآت في المشهد الجيوسياسي أو من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.