الذهب يتراجع مع ترقب بيانات الوظائف الأمريكية وتصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين
تراجعت أسعار الذهب من أعلى مستوياتها في نحو شهر لتستقر قرب 3350 دولارًا، مع ترقب المستثمرين لتقرير فرص العمل JOLTS وخطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. التوترات المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة تظل عاملاً رئيسيًا في توجيه تحركات المعدن الثمين.

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا يوم الثلاثاء بعد أن سجلت قمة لم تصلها منذ أوائل مايو، حيث استقر المعدن الأصفر قرب حاجز الدعم النفسي 3350 دولارًا للأونصة. يأتي هذا الانخفاض وسط ترقب المستثمرين لتقرير فرص العمل الأمريكي (JOLTS)، إلى جانب تصريحات مرتقبة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تؤثر على توقعات السياسة النقدية في المرحلة المقبلة.
وعلى الرغم من محاولات الدولار الأمريكي للتعافي، إلا أن الضغوط المستمرة من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أعاقت أي مكاسب كبيرة. ويترقب السوق المكالمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي قد تحدد مسار العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.
تشير التقديرات إلى انخفاض عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة خلال أبريل إلى 7.1 مليون وظيفة مقارنة بـ7.192 مليون في مارس، وهو ما قد يعطي إشارات جديدة حول حالة سوق العمل الأمريكي. ويُعد هذا المؤشر من الأدوات التي يعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي في تقييم قرارات الفائدة المقبلة، حيث يبحث عن التوازن بين السيطرة على التضخم ودعم التوظيف.
سيكون لخطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بمن فيهم رئيس فرع شيكاغو أوستن غولسبي وعضو المجلس ليزا كوك، دور في رسم ملامح التوجه النقدي، في وقت تظهر فيه الأسواق احتمالًا بنسبة 57% لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، بينما من المتوقع أن تبقى المعدلات دون تغيير في اجتماعي يونيو ويوليو.
وفي سياق متصل، زادت التوترات بين واشنطن وبكين بعد اتهام ترامب للصين بعدم الالتزام باتفاق جنيف الأخير بشأن الرسوم الجمركية، ما تسبب في ضغط جديد على الأسواق. وردت الصين نافية الاتهامات دون الإشارة إلى أية محادثات قادمة، مما يعزز حالة الغموض.
أما من الناحية الفنية، فقد أظهر الذهب مقاومة واضحة عند مستوى 3400 دولار بعد أن تخطى الحد العلوي لنمط مثلث متماثل على الرسم البياني اليومي، وهو ما أطلق موجة صعودية قصيرة الأجل. ومع بقاء مؤشر القوة النسبية عند 56، فإن الزخم الإيجابي لا يزال قائمًا، لكن لا يُصنف على أنه مفرط في الشراء.
وعلى المدى القريب، سيكون كسر مستوى 3400 دولار ضروريًا لإعادة اختبار القمة السابقة عند 3500 دولار، بينما يشكل المستوى 3324 دولار دعمًا مهمًا يتوافق مع المتوسط المتحرك لعشرة أيام، يليه المستوى 3300 ثم 3293 دولار، والذي يمثل متوسط 20 يومًا ودعمًا رئيسيًا قبل الدخول في مسار هبوطي أوسع.