الذهب يتراجع مع صعود الدولار الأمريكي بعد بيانات وظائف قوية تثير مخاوف الأسواق

انخفضت أسعار الذهب بأكثر من 1% متأثرة ببيانات وظائف أمريكية أظهرت قوة في سوق العمل، مما دعم صعود الدولار وأضعف الطلب على المعدن النفيس. الأسواق تترقب المزيد من مؤشرات سوق العمل الأمريكية، وسط تصاعد التوترات التجارية وتلميحات من الفيدرالي إلى التريث في السياسة النقدية.

Jun 3, 2025 - 19:52
الذهب يتراجع مع صعود الدولار الأمريكي بعد بيانات وظائف قوية تثير مخاوف الأسواق

تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد خلال جلسة الثلاثاء، حيث انخفض المعدن الثمين إلى مستوى 3348 دولارًا للأونصة، متأثرًا بصعود الدولار الأمريكي عقب صدور بيانات قوية من سوق العمل الأمريكي. تقرير فرص العمل (JOLTS) لشهر أبريل أظهر ارتفاعًا غير متوقع في عدد الوظائف الشاغرة، مما عزز التوقعات بقوة سوق العمل، وهو ما عزز جاذبية الدولار ودفع المستثمرين للتخلي عن الذهب كملاذ آمن.

هذا التراجع يأتي في وقت حساس للأسواق، التي تترقب صدور بيانات توظيف إضافية خلال الأسبوع، منها تقرير الوظائف الخاصة (ADP) وأرقام الوظائف غير الزراعية (NFP)، والتي من شأنها أن تعطي مؤشرات أوضح حول توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

التوترات الجيوسياسية والتجارية ساهمت أيضًا في توجيه دفة الأسواق؛ إذ تسود تكهنات باحتمال إجراء محادثة مباشرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، في ظل استمرار التصعيد بشأن الرسوم الجمركية، بعد تهديدات ترامب الأخيرة برفع الرسوم على الصلب والألمنيوم إلى 50% اعتبارًا من 4 يونيو. وبينما تضغط المفوضية الأوروبية لتقليل هذه التعريفات، تدفع الإدارة الأمريكية شركاءها التجاريين لتقديم تنازلات سريعة.

من الناحية الفنية، لا تزال الاتجاهات الصاعدة لسعر الذهب قائمة رغم التراجع الحالي، حيث يترقب المشترون فرصة للعودة في حال تجاوز السعر مستوى 3400 دولار، والذي يُعد مفتاحًا لمواصلة الصعود نحو مقاومات أعلى. أما في حال استمرار التراجع وكسر مستوى 3300 دولار، فقد تتجه الأسعار لاختبار دعم المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا عند 3235 دولار، وربما الهبوط نحو 3167 دولار، وهو مستوى رئيسي سابق.

في الوقت ذاته، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.52%، مدعومًا أيضًا بزيادة عائدات سندات الخزانة الأمريكية، مما زاد من الضغط على الذهب. وتشير العقود الآجلة إلى أن المستثمرين يتوقعون تخفيفًا محدودًا في السياسة النقدية بنهاية العام، مع وجود إشارات من مسؤولي الفيدرالي، مثل رافائيل بوستيك، إلى أن "الصبر" هو الخيار الأنسب حاليًا فيما يتعلق بمعدلات الفائدة.