الذهب يتراجع من قمم تاريخية مع انتعاش الدولار وضغوط جني الأرباح

انخفض الذهب لليوم الثاني متأثرًا بانتعاش الدولار بعد قرار الفيدرالي بخفض الفائدة، رغم بقاء التوترات الجيوسياسية عامل دعم محتمل للمعدن الثمين.

Sep 18, 2025 - 09:16
الذهب يتراجع من قمم تاريخية مع انتعاش الدولار وضغوط جني الأرباح

شهدت أسعار الذهب تراجعًا لليوم الثاني على التوالي، بعد أن فشل المعدن الأصفر في الحفاظ على مكاسب قياسية تجاوزت 3700 دولار للأونصة في أعقاب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. فقد هبط سعر الذهب إلى حدود 3,672 دولار خلال الجلسة الآسيوية يوم الخميس، في إشارة إلى بداية حركة تصحيحية بعد موجة صعود قوية.

ويأتي هذا التراجع وسط انتعاش ملحوظ للدولار الأمريكي من أدنى مستوياته منذ عام 2022، مدعومًا بتصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول الذي أكد أن خفض الفائدة الأخير كان خطوة لإدارة المخاطر، مع عدم وجود حاجة للاستعجال في المزيد من التيسير. هذا الموقف ساعد العملة الأمريكية على استعادة قوتها وألقى بظلاله السلبية على الذهب الذي لا يدر عوائد.

في الوقت نفسه، أشار ملخص التوقعات الاقتصادية الصادر عن الفيدرالي إلى نية البنك المضي قدمًا في خفضين إضافيين للفائدة قبل نهاية العام، وسط توقعات بنمو اقتصادي محدود واستمرار ضغوط التضخم. ورغم أن هذه التوجهات عادة ما تدعم الذهب، إلا أن شهية المخاطرة المرتفعة في الأسواق حدّت من جاذبية أصول الملاذ الآمن.

على الصعيد الجيوسياسي، ما زالت التوترات قائمة في عدة بؤر عالمية؛ بدءًا من الحرب الروسية الأوكرانية التي تشهد تصعيدًا ميدانيًا، مرورًا بتوترات حادة بين موسكو وحلف الناتو، وصولًا إلى الأزمة المستمرة في غزة التي أثارت إدانات دولية ودفعت الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في فرض عقوبات إضافية على إسرائيل. هذه العوامل مجتمعة قد تشكل مظلة دعم تحدّ من خسائر الذهب في المدى القريب.

فنيًا، يقترب المعدن النفيس من مستوى دعم مهم عند 3,645 دولار، بينما يشير مؤشر القوة النسبية إلى حالة تشبع شرائي قد تفتح المجال لمزيد من التراجعات التصحيحية نحو 3,610 – 3,600 دولار. في المقابل، سيحتاج الذهب لاختراق منطقة 3,678 – 3,700 دولار بشكل قوي كي يستعيد زخمه الصعودي ويواصل الاتجاه الإيجابي الذي هيمن على تداولاته في الأسابيع الماضية.