الذهب يتعافى فوق 4150 دولار مع تراجع الدولار وتزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية
ارتفع الذهب في بداية الجلسة الأوروبية بعد تراجعه الحاد، مستفيدًا من ضعف الدولار وتزايد توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، رغم تراجع المخاوف التجارية بين واشنطن وبكين.
استعادت أسعار الذهب بعض مكاسبها المفقودة خلال تداولات الأربعاء المبكرة في الجلسة الأوروبية، حيث ارتفع زوج الذهب/الدولار الأمريكي (XAU/USD) نحو مستوى 4150 دولارًا للأونصة، مدعومًا بضعف الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل دورة التيسير النقدي خلال الأشهر المقبلة.
ويأتي تعافي الذهب وسط مخاوف متزايدة بشأن استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية للأسبوع الرابع على التوالي، إضافة إلى القلق من تصاعد مستويات الديون العالمية. ويتوقع المتعاملون في الأسواق أن يقدم البنك المركزي الأمريكي خفضًا جديدًا للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع أكتوبر، مع خفض إضافي محتمل في ديسمبر، بحسب أداة CME FedWatch التي تشير إلى احتمال يبلغ نحو 99% لهذا السيناريو.
في المقابل، ساهمت الأنباء الإيجابية بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الحد من الطلب على الذهب كملاذ آمن. إذ خفّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته تجاه بكين بعد تهديد سابق بفرض رسوم جديدة بنسبة 100%، مؤكدًا استعداده للوصول إلى "صفقة جيدة" مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في حين من المقرر أن يجتمع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع نظرائه الصينيين لمواصلة محادثات خفض التوتر.
من جهة أخرى، يترقب المستثمرون تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) لشهر سبتمبر والمقرر صدوره يوم الجمعة، وسط توقعات بارتفاع المؤشرين العام والأساسي بنسبة 3.1% على أساس سنوي. أي قراءة أعلى من المتوقع قد تدفع الدولار الأمريكي للصعود مجددًا، ما يشكّل ضغطًا على الذهب في الأجل القصير.
فنيًا، لا يزال المعدن الأصفر محافظًا على نبرة إيجابية على المدى المتوسط مع بقائه فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ100 يوم، بينما يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى زخم محايد على المدى القريب.
تشكل منطقة 4140 دولار أول مقاومة فنية رئيسية، تليها 4330 دولار ثم 4370–4380 دولار، وهي القمة التاريخية للمعدن. في المقابل، يبقى مستوى 4000 دولار دعمًا نفسيًا مهمًا، يليه 3947 دولارًا ثم 3838 دولارًا كدعامات إضافية في حال تجدد الضغوط البيعية.