الذهب يتعافى قرب أعلى مستوى في أسبوعين رغم ضغط الدولار وتحسن شهية المخاطرة

استعاد الذهب بعض زخمه صباح الخميس بعد أن لامس أدنى مستوى خلال الجلسة، لكنه لا يزال يتحرك بنبرة سلبية خفيفة مع دخول الأسواق الأوروبية. ويأتي هذا الأداء وسط تحسن شهية المخاطرة عالميًا، بالإضافة إلى انتعاش محدود في الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع، وهو ما يقلص الطلب على المعدن كملاذ آمن.

ورغم ذلك، تظل توقعات السوق تميل بشكل قوي نحو خفض جديد لسعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع ديسمبر، وهو ما يحد من قوة الدولار ويمثل عامل دعم مهم للذهب. كما ساهمت أحجام التداول المنخفضة بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة في الحد من تحركات السوق ودعت المتداولين إلى تجنب المراهنة بقوة على انخفاضات أعمق.

وجاءت البيانات الأميركية هذا الأسبوع متباينة، حيث ارتفعت طلبات السلع المعمرة بأقل من القراءة السابقة لكنها تفوقت على توقعات السوق، بينما هبطت طلبات إعانات البطالة إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر. في المقابل، تراجع مؤشر مديري المشتريات في شيكاغو إلى منطقة الانكماش، مما يعزز رؤية الفيدرالي بأن الاقتصاد ما زال بحاجة إلى دعم إضافي عبر خفض الفائدة.

وزادت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي من ترجيح هذا السيناريو، إذ أشار كل من جون ويليامز وكريستوفر والر وستيفن ميران إلى أن تباطؤ سوق العمل وتراجع الزخم الاقتصادي يستدعيان تخفيضات إضافية لأسعار الفائدة. وقد دفع ذلك مؤشر الدولار للهبوط إلى أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع، مما وفر بيئة أكثر دعمًا لأسعار الذهب.

وفي المشهد الجيوسياسي، عززت الأنباء عن تقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا التفاؤل العالمي، رغم تحذير موسكو من أن الاتفاق ما زال بعيدًا. كما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن التوصل إلى اتفاق بات قريبًا، ما ساهم في دعم الأسواق العالمية والحد من تدفقات الملاذات الآمنة نحو الذهب.

من الناحية الفنية، يجد الذهب دعمًا أوليًا بالقرب من نطاق 4,132–4,130 دولار، وفي حال كسره قد يتجه نحو مستوى 4,100 دولار، ثم إلى منطقة دعم أقوى عند 4,040 دولار حيث يلتقي المتوسط المتحرك الأسي لـ200 فترة مع خط اتجاه صاعد. أما في الاتجاه الصاعد، فتشكّل منطقة 4,171–4,173 مقاومة فورية، وفي حال تجاوزها قد يفتح المجال لاستعادة حاجز 4,200 دولار، مع إمكانية تمديد الصعود نحو أعلى مستوى شهري قرب 4,245 دولار.