الذهب يتماسك فوق 3225 دولارًا مع تزايد الضغوط الجيوسياسية وتخفيض تصنيف أمريكا يهدد الأسواق ويضغط على الدولار والنفط
تحافظ أسعار الذهب على تداولها فوق مستوى 3225 دولارًا وسط استمرار القلق في الأسواق بسبب تخفيض التصنيف الائتماني الأمريكي وتصريحات ترامب بشأن الانسحاب من مفاوضات أوكرانيا، ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن. وفي ظل غياب محفزات جديدة، تسود حالة من الترقب في الأسواق العالمية.

شهدت أسعار الذهب استقرارًا نسبيًا فوق مستوى 3225 دولارًا خلال تعاملات الثلاثاء، رغم التراجع الطفيف الذي سجلته في بداية الجلسات الآسيوية. ويأتي هذا التذبذب في ظل استمرار التوترات في السوق العالمية بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز، وهو ما علق عليه عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، حيث أشار رئيس الاحتياطي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إلى أن تأثير هذا التخفيض قد يستغرق بين ثلاثة إلى ستة أشهر حتى يتضح تمامًا.
وفي السياق الجيوسياسي، ازدادت حالة الغموض عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الأزمة الأوكرانية، إذ أوضح أن بلاده قد تنسحب تمامًا من أي جهود دبلوماسية إذا لم تحقق المفاوضات نتائج ملموسة، مؤكدًا أنه لن يواصل التفاوض وسط "أنانية واضحة"، حسب تعبيره، ما يعكس تحوّلًا في موقفه تجاه وعوده الانتخابية بإنهاء الحرب.
من ناحية أخرى، حصل مشروع منجم Stibnite التابع لشركة Perpetua Resources في ولاية أيداهو على الموافقة النهائية من الإدارة الأمريكية، بما في ذلك تصاريح بيئية تسمح باستخراج الذهب والأنتيمون، وهو معدن يستخدم في الصناعات الدفاعية، ما يمثل تطورًا في سياسة الطاقة والمعادن الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وفي الأسواق، استمرت سندات الخزانة الأمريكية في التحرك بشكل مستقر بعد تقلبات يوم الإثنين، بينما تراجعت العقود الآجلة للأسهم والذهب بشكل طفيف نتيجة تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة.
فنيًا، لا تزال أسعار الذهب تتحرك ضمن نطاق محدود بانتظار محفز جديد. مستوى 3245 دولارًا يشكل مقاومة فنية رئيسية، وإذا تم تجاوزه، قد يُفتح المجال للصعود نحو مستويات 3250 و3271 دولارًا. أما على الجانب الهبوطي، فيمثل مستوى 3207 دولارًا أولى نقاط الدعم، يليه 3185 ثم 3167 دولارًا، بينما يشكل المتوسط المتحرك لـ55 يومًا دعمًا مهمًا عند 3151 دولارًا.