الذهب يتماسك فوق 3,230 دولار رغم الضغوط... هل ينجح في كسر حاجز 3,245؟

رغم ارتفاع الذهب مدفوعًا بخفض التصنيف الائتماني الأمريكي وتصاعد التوترات الجيوسياسية، لم يتمكن من تجاوز المقاومة عند 3,245 دولار، مع ترقب المستثمرين لأي محفزات جديدة. التوازن الحذر في السوق يعكس حالة من عدم اليقين إزاء مستقبل الاقتصاد الأمريكي والتحركات العالمية.

May 19, 2025 - 15:50
الذهب يتماسك فوق 3,230 دولار رغم الضغوط... هل ينجح في كسر حاجز 3,245؟

بدأ الذهب تداولات الأسبوع على ارتفاع طفيف، مسجلًا مكاسب تجاوزت 1% ليصل إلى 3,240 دولار يوم الاثنين، بدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية وخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز. رغم هذه المحفزات، لم يتمكن الذهب من اختراق مستوى المقاومة الرئيسي عند 3,245 دولار، مما يشير إلى تردد السوق وسط حالة عدم اليقين.

القرار المفاجئ من موديز بخفض التصنيف السيادي لأمريكا من AAA إلى Aa1 أثار قلق الأسواق العالمية، حيث استشهدت الوكالة بارتفاع العجز وتزايد عبء الفائدة كعوامل هيكلية لم تعالجها الحكومات الأمريكية المتعاقبة. هذا التخفيض انعكس سريعًا على عوائد السندات الأمريكية، التي ارتفع العائد على سنداتها لأجل 30 عامًا إلى 5%، وهو ما قد يدفع المستثمرين للمطالبة بعوائد أعلى لمواصلة شراء أدوات الدين الأمريكية.

من جانبه، أشار رافائيل بوستيك، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، إلى أن تأثير هذا التخفيض الائتماني قد يظهر بشكل تدريجي على الاقتصاد الأمريكي، مقترحًا انتظار فترة تمتد بين ثلاثة إلى ستة أشهر قبل تقييم الأثر الفعلي على سلوك المستهلك والنمو الاقتصادي.

الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط أضافت مزيدًا من التوتر للأسواق، مع تصعيد عسكري جديد من جانب إسرائيل، وذلك بعد زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة دون أن تشمل إسرائيل. كما يُرتقب أن يتحدث ترامب مع الرئيس الروسي بوتين في محاولة لدفع مفاوضات السلام، وهو ما قد يؤدي إما لتهدئة الأسواق أو لمزيد من الترقب والقلق، ما ينعكس على تحركات الذهب.

على الصعيد الفني، لا يزال الذهب يتداول ضمن نطاق ضيق، محافظًا على موقعه فوق مستوى 3,230 دولار، بينما يمثل مستوى 3,245 دولار عائقًا رئيسيًا أمام استمرار الصعود. في حال تم اختراق هذا الحاجز، ستكون المستويات التالية 3,252 و3,301 دولار. أما في حال الفشل، فقد ينزلق السعر إلى مستويات الدعم عند 3,203 و3,150 دولار، حيث يُشكل المتوسط المتحرك البسيط لـ55 يومًا مستوى دعم قويًا عند 3,151 دولار.

ورغم أن الذهب يستفيد عادة من أجواء عدم اليقين، فإن المحفزات الحالية تبدو متضاربة؛ إذ أن احتمالات تحسن في مفاوضات دولية أو ارتفاع عوائد السندات قد تسحب الزخم من المعدن الأصفر. كذلك، دخول مستثمرين كبار، مثل المتداول الصيني الذي بات الآن من أكبر المتعاملين في سوق النحاس، يشير إلى تزايد تنويع الاستثمارات بعيدًا عن الذهب، ما يخلق بيئة تداول أكثر تعقيدًا