الذهب يتوقف عن الانخفاض مع تأجيل التعريفات الأوروبية.. هل تعود المخاوف المالية لتدعمه؟

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا صباح الاثنين، حيث انخفضت إلى حوالي 3332 دولارًا للأونصة، بعد أن كانت قد ارتفعت يوم الجمعة الماضي بدعم من قرار تأجيل فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي. وأعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر منصته "Truth Social" عن تمديد مهلة تطبيق التعريفات الجمركية بنسبة 50% على السلع الأوروبية حتى 9 يوليو، عقب مكالمة أجراها مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في محاولة لتشجيع مفاوضات تجارية بين الجانبين.

رغم أن هذا القرار خلق حالة من التفاؤل وعزز الرغبة في المخاطرة بالسوق، فإن الذهب لم يستطع استعادة كامل مكاسبه، إذ لا تزال المخاوف بشأن الوضع المالي للولايات المتحدة قائمة. يشكل مشروع قانون الضرائب الذي أقره مجلس النواب وبدأت مناقشته في مجلس الشيوخ، والذي قد يزيد من العجز والديون الأمريكية، عامل ضغط قوي يدعم مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.

من جانب آخر، أشار محلل السوق جوش جيلبرت من eToro إلى أن تأجيل الرسوم الجمركية لا يغير من السياسات الهيكلية، معربًا عن حاجة الأسواق لرؤية اتفاقيات ملموسة لتعزيز الثقة في المفاوضات. وفي إطار آخر، دعا رئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه إلى دراسة إنشاء بورصة ذهب منظمة للحد من التهريب والتلاعب.

وعلى صعيد العملات، واصل الدولار الأمريكي خسائره التي بدأها يوم الجمعة، مع تراجع حدة التفاؤل تجاه العملة نتيجة تزايد المخاوف المالية داخل الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات مركز تداول العقود الآجلة.

تحليليًا، تواجه أسعار الذهب مقاومات عند مستويات 3386 و3415 دولار، والتي قد تفتح الطريق نحو مستويات قياسية قرب 3500 دولار في حال تحرك السعر صعودًا. أما على الجانب الهبوطي، فتوجد دعوم رئيسية عند 3307 و3258 دولار، بالإضافة إلى مستوى محوري عند 3245 دولار يحمي الأسعار من تراجع أكبر.

باختصار، تظل سوق الذهب تحت تأثير مزيج متقلب من التفاؤل المؤقت الناتج عن تأجيل التعريفات، والقلق المستمر من الضغوط المالية الأمريكية، مما يجعل تحركات المعدن الثمين في الأيام المقبلة عرضة لتقلبات كبيرة.