الذهب يحافظ على تماسكه فوق 4000 دولار وسط ترقب الأسواق لتطورات التجارة الأمريكية الصينية

بعد هبوط حاد تجاوز 5%، استقر الذهب فوق 4000 دولار مع محاولات من المشترين لاستعادة السيطرة، بينما تترقب الأسواق محادثات تجارية حساسة بين واشنطن وبكين وتصريحات ترامب المتقلبة حول الرسوم الجمركية.

Oct 22, 2025 - 17:21
الذهب يحافظ على تماسكه فوق 4000 دولار وسط ترقب الأسواق لتطورات التجارة الأمريكية الصينية

استقر الذهب يوم الأربعاء بعد تراجعه الحاد في الجلسة السابقة، محافظًا على تداولاته فوق المستوى النفسي المهم عند 4000 دولار للأونصة. ويتداول المعدن النفيس حاليًا بالقرب من 4065 دولار، منخفضًا بنحو 1% بعد أن لامس 4004 دولارات في وقت سابق من اليوم، في ظل ضغوط من ارتفاع الدولار الأمريكي وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة.

يبدو أن المستثمرين بدأوا في إعادة بناء مراكزهم تدريجيًا بعد عمليات بيع مكثفة يوم الثلاثاء، والتي شهدت أكبر انخفاض يومي منذ أغسطس 2020 عندما فقد الذهب أكثر من 5% من قيمته عقب موجة جني أرباح من القمم التاريخية عند 4380 دولار. ورغم محاولات المشترين الدفاع عن مستويات الدعم، لا يزال الاتجاه الفني قصير المدى يميل إلى السلبية طالما بقي السعر دون 4200 دولار.

في الوقت نفسه، يواصل الدولار الأمريكي تحقيق مكاسب طفيفة بدعم من تفاؤل الأسواق بإمكانية تجنب تصعيد جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وتستعد وفود من الجانبين للقاء في ماليزيا هذا الأسبوع لمناقشة قضايا التعريفات، والتجارة الزراعية، وضوابط الصادرات قبل الموعد النهائي لاتفاق وقف إطلاق النار في 10 نوفمبر.

أما على الصعيد السياسي، فقد زاد الغموض بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد نيته لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، قبل أن يعود ليقول إن اللقاء "قد لا يحدث"، مما أثار حالة من الترقب بين المستثمرين. كما لمح ترامب إلى إمكانية فرض رسوم تصل إلى 155% على الواردات الصينية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.

وفي الولايات المتحدة، يستمر الإغلاق الحكومي لليوم الثاني والعشرين، وهو ثاني أطول إغلاق في تاريخ البلاد، في وقت ما زالت المفاوضات بين البيت الأبيض والكونغرس تراوح مكانها دون تقدم يذكر.

من الناحية الفنية، يشير المحللون إلى أن الذهب فقد دعمه الرئيسي حول 4200 دولار بعد اختراق خط العنق لنمط القمة المزدوجة، مما يعزز احتمالات الهبوط نحو منطقة 3950 دولار ما لم يستعد المشترون السيطرة سريعًا. ويظل مؤشر القوة النسبية في مناطق التشبع البيعي، ما يشير إلى إمكانية حدوث ارتداد محدود في المدى القريب.

في المجمل، يواجه الذهب مرحلة حاسمة بين محاولات الاستقرار الفني وضغوط الأسواق الكلية، بينما تتجه الأنظار نحو بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة يوم الجمعة، والتي قد تحدد المسار القادم لسياسات الاحتياطي الفيدرالي وتوجهات أسعار الذهب عالميًا.