الذهب يحافظ على مكاسبه وسط تصاعد مخاوف التجارة العالمية وتذبذب الدولار

يحافظ الذهب على زخمه الصعودي مدعومًا بمخاوف المستثمرين من تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة وتصريحات مسؤولي الفيدرالي التي تميل للتشديد، في وقت يترقب فيه السوق بيانات أمريكية إضافية لتحديد المسار القادم. هذا المشهد المتوتر يبقي المعدن الثمين ملاذًا مفضلًا رغم مقاومة الدولار.

Jul 16, 2025 - 09:31
الذهب يحافظ على مكاسبه وسط تصاعد مخاوف التجارة العالمية وتذبذب الدولار

يستمر سعر الذهب (XAU/USD) في التماسك حول مكاسبه خلال تعاملات الأربعاء الآسيوية، مرتفعًا مجددًا نحو مستويات 3320 دولار بعد أن عوض جزءًا ملحوظًا من خسائره السابقة. ويأتي ذلك في ظل توتر الأسواق جراء استمرار حالة عدم اليقين المحيطة بسياسات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تزايد الرهانات على بقاء معدلات الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا.

من جهة أخرى، توقفت مكاسب الدولار الأمريكي بعد بلوغه ذروة منذ 23 يونيو في الجلسة الماضية، وهو ما أعطى دعمًا إضافيًا للذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، رغم أن تراجع توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بفعل ارتفاع التضخم الأمريكي حدّ من المكاسب الأكبر للمعدن الذي لا يدر عائدًا. بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يونيو أظهرت زيادة شهرية هي الأقوى منذ خمسة أشهر بنسبة 0.3%، ما دفع المعدل السنوي للصعود إلى 2.7%، في حين صعد المؤشر الأساسي إلى 2.9%.

على صعيد التصريحات، أكدت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز أن صعوبة توقّع السياسة الحالية تعود إلى ضبابية المشهد، لافتةً إلى أن الاقتصاد القوي يمنح الفيدرالي وقتًا كافيًا لدراسة خطواته المقبلة، متوقعةً أن تؤدي الرسوم الجمركية لمزيد من الضغوط على الأسعار لاحقًا هذا العام. وفي الاتجاه ذاته، شددت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوغان على ضرورة الإبقاء على السياسة مشددة لفترة أطول للسيطرة على التضخم، محذرةً من أن التسرع في خفض الفائدة قد يترك الاقتصاد في مواجهة أضرار أعمق.

أما على صعيد الأحداث، فقد أعلن ترامب عن بدء تطبيق رسوم جمركية بنسبة 200% على الواردات الدوائية بنهاية الشهر الجاري، فضلًا عن زيادات سابقة منها رسوم بنسبة 50% على النحاس، مما زاد من قلق المستثمرين ودعم الطلب على الذهب. الأسواق تنتظر حاليًا صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي في وقت لاحق اليوم، إلى جانب تصريحات مرتقبة من مسؤولي الفيدرالي والتي ستحدد اتجاه الدولار وبالتالي حركة الذهب.

من الناحية الفنية، يظهر المعدن الأصفر مرونة أعلى متوسطه المتحرك البسيط لـ100 فترة على الرسم البياني لأربع ساعات، مما يشير إلى توقف مؤقت في موجة الهبوط من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع الذي سجله يوم الاثنين. مع ذلك، لم تؤكد المؤشرات بعد اتجاهًا صعوديًا واضحًا، ما يدعو لمزيد من الحذر. أي صعود لاحق قد يواجه مقاومة أولى قرب 3342-3343 دولار، ثم المستويات 3365-3366 دولار، مع إمكانية اختبار حاجز 3400 دولار حال استمرار الزخم. أما في حال عودة الضعف دون منطقة 3320 دولار، فمن المرجح أن يجد الذهب دعمًا عند 3300 دولار ثم 3283-3282 دولار، وهو ما قد يفتح الطريق لمزيد من التصحيح نحو 3248-3247 دولار، أدنى مستوى في يوليو حتى الآن.