الذهب يرتفع فوق 3990 دولارًا بعد خفض الفائدة الأمريكية رغم لهجة باول المتشددة
تعافت أسعار الذهب مدعومة بتراجع عوائد السندات وضعف التوقعات بخفض جديد للفائدة الأمريكية، رغم تصريحات باول الحذرة التي حدّت من تفاؤل الأسواق بعد قرار الفيدرالي بخفض الفائدة 25 نقطة أساس.
ارتفعت أسعار الذهب يوم الخميس بأكثر من 1.5% لتستقر بالقرب من 3995 دولارًا للأونصة، بعد أن خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 3.75%–4.00%، في خطوة جاءت متوافقة مع توقعات السوق. ورغم أن تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول حملت نبرة متشددة، فإن تراجع عوائد السندات الأمريكية والدعم الجيوسياسي ساعدا على تعزيز الطلب على المعدن النفيس.
جاء القرار وسط انقسام في التصويت داخل لجنة السوق المفتوحة بنسبة 10–2؛ إذ أيّد المحافظ ستيفن ميران خفضًا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، بينما صوّت رئيس فرع كانساس سيتي جيفري شميد للإبقاء على الفائدة دون تغيير. وأكد باول في مؤتمره الصحفي أن "خفضًا إضافيًا في ديسمبر ليس نتيجة حتمية"، مشيرًا إلى أن سوق العمل ما زال مرنًا لكنه يقترب من مرحلة التوازن، ما أثار تذبذبًا حادًا في الأسواق قبل أن يعاود الذهب الارتفاع خلال الجلسات الآسيوية والأوروبية.
أوضح باول أن تقييم الفيدرالي يستند إلى مؤشرات سوق العمل والبطالة الإقليمية، وأن بعض الأعضاء يعتبرون مستويات الفائدة الحالية قريبة من الحياد. ورغم ذلك، فإن استمرار الغموض حول مسار السياسة النقدية أبقى التقلبات قائمة في سوق المعادن الثمينة.
كما أثرت التطورات التجارية الإيجابية بين الولايات المتحدة والصين على تحركات الذهب؛ حيث أعلن الرئيسان دونالد ترامب وشي جين بينغ عن هدنة تجارية لمدة عام، تتضمن خفض الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية من 57% إلى 47%، واستئناف شراء الصين لفول الصويا الأمريكي وتسهيل تجارة المعادن النادرة. ساهم هذا الاتفاق في رفع شهية المخاطرة ودعم الدولار الأمريكي، ما حدّ من مكاسب الذهب.
وفي أسواق المال، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.37% إلى 99.50، في حين تراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.09%، لتواصل تقديم الدعم للمعدن الأصفر الذي يتحرك عكسيًا مع العوائد الحقيقية. وبحسب بيانات Prime Market Terminal، انخفضت توقعات السوق بخفض جديد للفائدة في ديسمبر من 85% إلى 76% بعد تصريحات باول المتشددة.
تبقى النظرة الفنية إيجابية طالما حافظ الذهب على تداولاته فوق 3990 دولارًا. ويتطلع المشترون إلى اختراق مستوى 4000 دولار لتأكيد الزخم الصعودي نحو المتوسط المتحرك لـ20 يومًا عند 4079 دولار، مع مقاومة لاحقة عند 4100 ثم 4160 دولارًا. أما الإغلاق دون 4000 دولار فقد يفتح الباب لتراجع نحو 3886 ثم 3779 دولارًا على المدى القريب.