الذهب يستقر قرب 4000 دولار قبل قرار الفيدرالي وسط رهانات خفض الفائدة وتفاؤل تجاري عالمي

استقرت أسعار الذهب حول 4000 دولار بينما يترقب المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي بتوقعات تميل إلى التيسير، في وقت تتزايد فيه الرهانات على خفض الفائدة بدعم من ضعف سوق العمل وتفاؤل بشأن المحادثات التجارية الأمريكية الآسيوية.

Oct 29, 2025 - 20:36
الذهب يستقر قرب 4000 دولار قبل قرار الفيدرالي وسط رهانات خفض الفائدة وتفاؤل تجاري عالمي

استقرت أسعار الذهب يوم الأربعاء بعد أن عوّضت جزءًا من خسائرها الأخيرة، لتتداول قرب مستوى 3998 دولارًا للأوقية عقب ارتدادها من أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع عند 3886 دولارًا. يأتي هذا التعافي بينما يترقب المستثمرون قرار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسط توقعات بأن يتجه البنك نحو خفض جديد للفائدة بعد فترة من البيانات الاقتصادية الضعيفة.

تأثر المتداولون هذا الأسبوع بغياب البيانات الاقتصادية الأمريكية الرئيسية نتيجة إغلاق الحكومة الفيدرالية، ما جعل الأنظار تتجه بالكامل إلى تصريحات جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي، للحصول على إشارات حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية. ورغم محدودية البيانات، أظهرت آخر قراءة لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي استقرار التضخم قرب 3%، ما يدعم وجهة النظر القائلة بأن الظروف ملائمة لمزيد من التيسير النقدي.

كما ساهم تباطؤ سوق العمل الأمريكي في تعزيز الرهانات على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع اليوم، مع توقعات بخفض آخر خلال اجتماع ديسمبر، وفقًا لأداة التوقعات التابعة لـ Prime Market Terminal. ويرى المحللون أن أي نغمة تيسيرية من باول قد تعيد إشعال الاتجاه الصعودي للذهب نحو المتوسط المتحرك لمدة 20 يومًا عند 4075 دولارًا، بينما قد يؤدي أي تشدد مفاجئ في النبرة إلى إعادة اختبار قاع الأسبوع.

وعلى صعيد السياسة العالمية، زاد التفاؤل التجاري بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق مع كوريا الجنوبية، وتأكيده استمرار التقدم في المفاوضات مع الصين. كما ذكرت تقارير أن شركة COFCO الصينية اشترت ثلاث شحنات من فول الصويا الأمريكي قبيل اجتماع ترامب وشي، ما دعم شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.

في المقابل، ظل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) مستقرًا حول 98.72، بينما ارتفع عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 3.997%، في حين صعدت العوائد الحقيقية إلى 1.717%، ما قلص بعض مكاسب الذهب كون العلاقة بينهما عادةً عكسية.

كما كشفت شركة ADP عن تقديرها الأولي لتوظيف القطاع الخاص، مقدرةً إضافة نحو 14,250 وظيفة أسبوعيًا خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 11 أكتوبر، في محاولة لتعويض غياب البيانات الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي.

وفي آسيا، أشار البنك المركزي الكوري الجنوبي إلى نيّته زيادة احتياطياته من الذهب على المدى المتوسط إلى الطويل، في خطوة قد تعزز الطلب العالمي على المعدن الثمين. ويحتفظ البنك حاليًا بـ 104 أطنان متريّة من الذهب دون تغيير منذ عام 2013.

من الناحية الفنية، تُظهر المؤشرات أن الزخم الشرائي بدأ يتصاعد مجددًا، إذ يستقر مؤشر القوة النسبية (RSI) في منطقة إيجابية. ويرجح المحللون أن اختراق مستوى 4000 دولار بإغلاق يومي سيفتح الباب أمام اختبار المقاومة التالية عند 4075 ثم 4100 دولار. أما في حال فشل الذهب في الحفاظ على هذا المستوى، فقد يتراجع نحو 3886 دولارًا ثم 3779 دولارًا عند المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا.