الذهب يسجل قمة تاريخية عند 3747 دولار مدعومًا بضعف الدولار وتنامي الطلب المركزي
قفز الذهب إلى مستوى قياسي جديد مع تراجع الدولار الأمريكي وتزايد رهانات خفض الفائدة الفيدرالي، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وارتفاع مشتريات البنوك المركزية.
سجلت أسعار الذهب يوم الاثنين قفزة تاريخية لتلامس مستوى 3747 دولارًا للأونصة، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وتوقعات قوية بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على مزيد من التيسير النقدي خلال اجتماعيه المتبقيين هذا العام. وارتفع سعر الذهب/الدولار (XAU/USD) بنسبة 1.6% متجاوزًا 3745 دولارًا، ما يعكس زخمًا صعوديًا متناميًا.
ضعف العملة الأمريكية عزز هذا الاتجاه، إذ تراجع مؤشر الدولار (DXY) بنسبة 0.30% إلى مستوى 97.39، بينما واصلت الأسواق تسعير خفض الفائدة بالكامل قبل نهاية 2025. في الوقت نفسه، تواصل التوترات الجيوسياسية، خصوصًا مع إعلان موسكو سيطرتها على مستوطنة في دنيبروبتروفسك الأوكرانية، دفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وفي مقدمتها الذهب.
على صعيد السياسات، واصل مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الإدلاء بتصريحات متباينة. فرئيس الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك أبدى تحفظًا تجاه خفض الفائدة بسبب مخاطر التضخم، في حين أيد رئيس الفيدرالي في سانت لويس ألبرتو مسالم خطوة خفض استباقية لدعم سوق العمل. أما عضو المجلس ستيفن ميران فاعتبر أن السياسة الحالية "مفرطة في التشديد"، بينما شددت بيث هاماك، رئيسة فيدرالي كليفلاند، على أن مخاطر التضخم ما زالت مهيمنة.
من جانب آخر، أظهرت بيانات سوسيتيه جنرال أن البنوك المركزية رفعت مشترياتها من الذهب إلى 63 طنًا في 2025، بما يتماشى مع متوسط الأعوام السابقة، ما وفر دعمًا إضافيًا لاتجاه الصعود.
في التجارة العالمية، هبطت صادرات الذهب السويسري إلى الولايات المتحدة بنسبة 99% في أغسطس بسبب الرسوم الجمركية، إلا أن الصين عوضت النقص بشراء 35 طنًا، في أعلى مستوى لها منذ مايو 2024، إلى جانب زيادة واردات الهند.
أما في أسواق السندات، فقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.145%، في حين صعدت العوائد الحقيقية إلى 1.755%، ما يعكس ضغوطًا متزايدة على التوقعات المستقبلية للسياسة النقدية.
وفقًا لبيانات Prime Market Terminal، يقدر احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 19 أكتوبر بنسبة 89%، مقابل 11% فقط لاحتمال التثبيت.
