الذهب يطرق أبواب القمة التاريخية مدفوعًا بضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة

ارتفع الذهب للجلسة الخامسة على التوالي مقتربًا من قمته القياسية عند 3500 دولار، مدفوعًا بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد توقعات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

Sep 1, 2025 - 15:07
الذهب يطرق أبواب القمة التاريخية مدفوعًا بضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة

واصل الذهب مساره الصاعد مطلع الأسبوع، مسجلًا مكاسب للجلسة الخامسة على التوالي، ليقترب من أعلى مستوياته التاريخية عند حدود 3500 دولار، في ظل ضغوط متزايدة على الدولار الأمريكي وتوقعات قوية بخفض وشيك في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر المقبل.

وخلال التعاملات الأوروبية، جرى تداول المعدن النفيس قرب 3470 دولارًا، بعد أن لامس مستوى 3489 دولارًا في الأسواق الآسيوية، فيما حدت عمليات بيع فنية وجمود عوائد السندات الأمريكية من مزيد من الصعود. كما ساهم إغلاق الأسواق الأمريكية بسبب عطلة "عيد العمال" في تقليص أحجام التداول.

عوامل عدة عززت جاذبية الذهب، من أبرزها ضعف مؤشر الدولار الأمريكي الذي هبط إلى أدنى مستوى له في شهر عند حدود 97.50 نقطة، مما جعل المعدن أكثر جذبًا للمستثمرين غير الأمريكيين. في المقابل، حافظت عوائد السندات الأمريكية على استقرارها، حيث استقر العائد لأجل 10 سنوات عند 4.23%، فيما ظل العائد لأجل عامين تحت ضغط قرب 3.62%، وهو ما يعزز التوقعات بخفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي المرتقب.

على الصعيد السياسي، أصدرت محكمة استئناف أمريكية حكمًا يقضي بعدم قانونية معظم الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، مؤكدة أن فرضها من صلاحيات الكونغرس. ورغم أن الرسوم ستبقى سارية بشكل مؤقت حتى منتصف أكتوبر، فإن الإدارة الأمريكية تعتزم الطعن أمام المحكمة العليا. بالتوازي، أُرجئ البت في محاولة الرئيس السابق ترامب إقالة إحدى محافظات الفيدرالي، ليُنتظر قرار جديد خلال الأيام المقبلة.

اقتصاديًا، أظهرت بيانات حديثة ثبات معدل التضخم الأساسي (PCE) عند 0.3% على أساس شهري وارتفاعه إلى 2.9% سنويًا، فيما ظل المؤشر العام دون تغيير يُذكر عند 2.6%. وعلى الرغم من استمرار الضغوط التضخمية، يتوقع المستثمرون بخطى واثقة خفضًا للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، مع رهان يتجاوز 90% وفق أداة FedWatch التابعة لـCME.

كما يظل تركيز الأسواق على بيانات سوق العمل الأمريكي المنتظرة هذا الأسبوع، وتشمل تقارير فرص العمل (JOLTS) وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية، إضافة إلى بيانات التوظيف غير الزراعي، التي ستشكل عوامل رئيسية في تحديد اتجاه السياسة النقدية للفيدرالي.

فنيًا، يتحرك الذهب في مسار صعودي قوي بعد أشهر من التماسك تحت قمة أبريل الماضية البالغة 3500 دولار. ويُرجح أن يؤدي أي إغلاق يومي فوق هذا المستوى إلى فتح الطريق نحو نطاق 3550 – 3600 دولار على المدى القصير، بينما يبقى مستوى 3450 دولار دعمًا أوليًا يليه 3400 دولار، مع بقاء المتوسط المتحرك لـ21 يومًا عند 3373 دولار كمنطقة دعم أعمق.

وتعزز المؤشرات الفنية هذا الاتجاه الصاعد، حيث يقترب مؤشر القوة النسبية (RSI) من مستوى 70 دون إشارات ضعف واضحة، فيما يحافظ مؤشر MACD على تقاطعه الإيجابي مع اتساع الزخم الشرائي، وهو ما يؤكد استمرار قوة الاتجاه الصاعد للمعدن الأصفر.